عبدالعزيز بن مشيط والدكتور أحمد مريع خلال المسامرة الرمضانية بمقر النادي الأدبي في أبها.
عبدالعزيز بن مشيط والدكتور أحمد مريع خلال المسامرة الرمضانية بمقر النادي الأدبي في أبها.
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
تأسف محافظ خميس مشيط السابق الشيخ عبدالعزيز بن سعود بن مشيط على العديد من الوثائق المهمة التي فقدت نتيجة جهلهم بقيمتها، وأكد أنّ صندوقاً خشبياً كان ممتلئاً بالعديد منها تمّ إتلافه أثناء ترميم أحد بيوت أسرته قبل عشرات السنين، كما أحرقت أخرى أيضا، إضافة إلى الصور التي لم يكن هناك اهتمام بها رغم وجود الكاميرات لديهم.

وأرجع محافظ خميس مشيط السابق، في مسامرة رمضانية في أدبي أبها وبشراكة مع جمعية الثقافة والفنون، التواصل الذي كان عليه الناس في الجنوب إلى أن المجتمع كان محدوداً فلا يدخل عليهم غريب ولا يلتقي بهم أحد من خارج حدود قراهم، وأضاف أن توافد المصريين واليمنيين على المنطقة في بدايات النهضة السعودية أسهم في بناء المنطقة وتعميرها، وألمح إلى أن تعاون الناس اليوم بدا محدوداً للغاية. واسترجع ابن مشيط، في المسامرة التي قدم لها الدكتور أحمد آل مريع، العديد من المواقف والذكريات التي بدأها بأول راديو يعمل ببطاريتي سيارة أهدي إلى والده من الأمير تركي السديري، وكانوا يتحلقون حوله لسماع إذاعة القاهرة ولندن وأم درمان، قبل أن تكون هناك إذاعة سعودية، كما أنّ أول سيارة امتلكتها عائلته كانت موديل 36، وتم طلب سائقها من مكة لندرة السائقين في المنطقة، وكان اسمه (شرف).


وأكد ابن مشيط أن الحياة كانت صعبة لكنها جميلة، مع أن عسير في تلك الأوقات كانت غنية بالخيرات، ومنها الحبوب التي كانت متوافرة لدرجة أن والده يوزع الطعام على الجيران كل ليلة، ويضع في غرفة خارج القصر سراجاً وحطباً وطعاماً للضيف، وكان الأكل في رمضان لا يتجاوز البر والسمن في السحور، ويركزون عليه كثيراً لأنه يدوم معهم نتيجة العمل المجهد الذي يقومون به أثناء يومهم، فيما المرق والخبز طعام العشاء، أما الأرز فقد كان على قلته يطبخ في الماء لعلاج المبطونين قبل أن يتحول اليوم إلى وجبة السعوديين الأولى.

واستعاد ابن مشيط بذاكرته الوفود التي تأتي من اليمن حجاجاً يجتمعون في ذهبان القريبة من قصر والده، حيث يبيعون البن والعديد من السلع التي يجلبونها معهم في سوق ذهبان. يذكر أن تلك المسامرة هي الفعالية الأولى من الشراكة بين نادي أبها الأدبي وجمعية الثقافة والفنون في أبها، وشهدت حضور الأدباء والمهتمين والطلاب الجامعيين وطلاب التعليم العام. كما شهدت الفعالية افتتاح معرض للفنون البصرية، إضافة إلى دورة في الخطّ العربي، وتستمر برامج الشراكة إلى نهاية الأسبوع القادم. وفي ختام المسامرة كرمت الجمعية والنادي الضيف بدرع النادي وعدد من الإصدارات وشهادة مشاركة قدمها مدير الجمعية أحمد السروي.