مسؤولو الصندوق العقاري خلال ندوة «عكاظ». (تصوير: أحمد المقدام)
مسؤولو الصندوق العقاري خلال ندوة «عكاظ». (تصوير: أحمد المقدام)




خالد العمودي
خالد العمودي
صندوق التنمية العقارية
صندوق التنمية العقارية
-A +A
أدار الندوة: عبدالله الحارثي أعدها:عبدالرحمن المصباحي (جدة) sobhe90@
كشف المشرف العام على صندوق التنمية العقارية خالد العمودي لـ«عكاظ» أن الصندوق يخطط لتملك 1.2 مليون عائلة منازل خلال 2030، وتقديم 480 ألف قرض عقاري جديد بحلول 2020، مع السماح لكل عائلة بالحصول على القرض خلال عامين من صدور الموافقة. وتوقع الانتهاء من كافة قوائم الانتظار في عام 2020. وأوضح خلال ندوة استضافتها «عكاظ» أخيرا، أن الصندوق يعد أكبر صندوق تمويل عقاري في العالم، ويبلغ رأسماله 191 مليار ريال، لافتا إلى أن السيولة المتوافرة لدى الصندوق حاليا تبلغ 17 مليار ريال فقط، تكفي لإقراض 34 ألف مستفيد ضمن قوائم الانتظار الحالية عبر النظام القديم؛ ما دفع الصندوق لتغيير آلية إقراضه بتحويل المستفيدين إلى الجهات التمويلية الأخرى، وتحمل الصندوق الفوائد لمن يقل دخله عن 14 ألف ريال؛ ما ساهم في رفع عدد المستفيدين المتمكنين من الحصول على دعم الصندوق إلى 85 ألف مستفيد العام الماضي 2017، ووصول العدد إلى 100 ألف مستفيد بنهاية العام الحالي 2018.

• لماذا غير الصندوق آلية إقراضه بتحويل المستفيدين إلى البنوك وشركات التمويل؟


••النقد المتوافر لدى الصندوق اليوم لا يكفي لإقراض كافة من صدرت الموافقات قبل عام 2017، فرأسمال الصندوق المعلن عنه 191 مليار ريال، ويعد أكبر صندوق يختص بالتمويل العقاري في العالم، إلا أن القروض المستحقة في الفترة من 2011- 2016، إضافة إلى القروض السابقة سيبلغ إجماليها نحو 157 مليار ريال، منها 32 مليار ريال قروض سابقة متعثر سدادها حتى الآن، كما أن إجمالي السيولة المتوافرة حاليا لدى الصندوق بلغت 17 مليار ريال فقط تختص بالقروض الجديدة.

• 17 مليار ريال سيولة حالية قليلة مقارنة بقائمة الانتظار، هل سيكفي المبلغ؟

••السيولة الحالية لو صرفت بالنظام القديم، بواقع 500 ألف ريال لكل عائلة، فإنه سيستفيد منها نحو 34 ألف عائلة فقط ممن هم على قوائم الانتظار وصدرت لهم موافقة قبل 2017، من أصل 480 ألف عائلة مسجلة في قوائم الصندوق، إضافة إلى ذلك فإن الصندوق بحاجة إلى 40 عاما قادمة لخدمة المسجلين الحاليين في قوائم الانتظار، عبر قصر الخدمة إلى 12 ألف مستفيد سنويا فقط، أما نموذج العمل الحالي فإن البنوك تتكفل بمنح العوائل على قائمة الانتظار مبلغ 500 ألف ريال، وأن يتحمل الصندوق الفوائد لمن يقل راتبه عن 14 ألف ريال. واستطعنا بهذه الآلية خلال العام الماضي 2017 توجيه رسائل دعم لخدمة 85 ألف عائلة، وخلال العام الحالي 2018 سيرتفع أعداد المستفيدين إلى 100 ألف عائلة ممن هم على قوائم الانتظار الحالية، مع السماح لكل عائلة بالحصول على القرض خلال عامين من صدور الموافقة، ونتوقع الانتهاء من كافة قوائم الانتظار في عام 2020.

• ما خطط الصندوق المستقبلية؟

••بحسب الإحصاءات الحالية، فإن نسبة الأسر المتملكة للمساكن بلغت 49% من إجمالي الأسر السعودية، ونطمح خلال عام 2020 أن ترتفع نسبة تملك الأسر إلى 60%، ثم إلى 70% خلال عام 2030 أو قبل ذلك.

والخطة الحالية أن تمتلك 1.2 مليون عائلة إضافية منازل خلال 2030، إذ سيتم تقديم 480 ألف قرض عقاري جديد بحلول 2020، والصندوق قام بخدمة 860 ألف أسرة في 40 سنة، وتبقى 480 ألف أسرة تتطلب خدمتهم طرقا إبداعية جديدة.

ونحن نجتمع مع 16 جهة حكومية دوريا لمعالجة كافة العوائق ذات العلاقة للمواطنين، بمتابعة وإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

• في ظل قلة السيولة الحالية مقارنة بأعداد قوائم الانتظار، ما خطة الصندوق؟

••الصندوق يستثمر حاليا في أسواق المال نحو 21 مليار ريال، وبأرباح الاستثمار يدفع الصندوق فوائد تمويل الأفراد، خصوصا أن السعودية هي الدولة الوحيدة التي تقدم خدمة دفع الأرباح بنسبة 100% عن شريحة كبيرة من المواطنين، أما فيما يخص القروض العقارية السابقة فإنه يجري حاليا تطوير آليات تحصيل هذه القروض، لرفع القدرة التحصيلية إلى 6 مليارات ريال سنويا من القروض السابقة، ونعمل على اتخاذ كافة الإجراءات مع المختصين والمستشارين لضمان عدم تعثر أي قرض مستقبلا.

وآلية التمويل السابقة قد ارتبطت بأسعار النفط، والوضع الحالي يتطلب تغيير الآلية لضمان استمرار التمويل، فقبل عدة أشهر تراوحت أسعار النفط عند مستوى 38 – 40 دولارا، ولو استمر الصندوق بنظامه السابق سيقتصر الدعم على 4 آلاف عائلة فقط.

• ما أبرز التحديات التي واجهها الصندوق؟ وكيف استطاع التغلب عليها؟

••واجهت برامج الصندوق 5 تحديات كبيرة منذ الانطلاق، وهي: (البنوك تمول الوحدات الجاهزة فقط، البنوك لا تمول شريحة كبيرة من المواطنين «المتقاعدين، القطاع الخاص، العمل الحر»، الكثير من المواطنين لديهم قروض شخصية، وصعوبة تسديد الدفعة الأولى على بعض المواطنين، وعدم وصول الفكرة للمواطن بشكل واضح).

وهذه التحديات تمت معالجتها بـ 18 منتجا وبرنامجا وتطوير القطاع المصرفي، فمشكلة تمويل الوحدات الجاهزة فقط تم معالجتها بـ«البناء الذاتي، وحل البيع على الخارطة»، أما اقتصار تمويل البنوك على شريحة محددة من المواطنين فتم معالجتها بـ«وضع حلول خاصة للمتقاعدين، القطاع الخاص، العمل الحر»، وأنشئ منتج القسط المرن للمواطنين الذين عليهم قروض شخصية مع تخفيض الدفعة المقدمة إلى 10% ليتحمل الصندوق 5% والمواطن 5%، مع قيام الصندوق بتبسيط لغة التواصل واستخدام الفيديوهات والفعاليات في المراكز التجارية.

• من سيستفيد من إطلاق منتج «القسط المرن» ؟

••القسط المرن يمكن المستفيدين أول 3 أعوام ممن عليهم قروض شخصية باستقطاع التمويل العقاري بنسبة ضئيلة، وبعد انقضاء السنوات الثلاث الأولى يرتفع التمويل العقاري حتى لا تتأثر حالة المواطنين المادية، إضافة إلى ذلك تم تقليص الدفعة الأولى من القرض على المواطنين إلى 5%، بعد أن كانت سابقا 30%، بعد عدة جلسات نقاشية مع مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» نتج عنها خفض نسبة التمويل إلى 10%، مع تحمل الصندوق نصف النسبة والمواطن النصف الآخر لتصبح النسبة 5 % على كل طرف.

• كيف سيتغلب المواطنون على عوائق الحصول على القرض، كمدة الأقساط والعمر؟

••تمت معالجة عدد من العوائق، أهمها تحمل الصندوق الأرباح بنسبة 100% لمن يقل دخله عن 14 ألف، ونسبة من الفوائد لمن يزيد على ذلك، وتم تمديد مدة الأقساط إلى 30 سنة بدلا من 25 سنة.

وفي الآلية الجديدة تم إعفاء صاحب القرض من السداد عند الوفاة، بعد أن كان يلزم ورثته بسداد باقي الأقساط، إضافة إلى رفع عمر الشخص المستحق للتمويل إلى 70 سنة بدلا من 60 سنة، وبعض البنوك رفعت العمر إلى 75 سنة، مع وضع نظام أقساط مرنة لأصحاب القروض الشخصية كما ذكرت سابقا، وتخصيص حد الاستقطاع الأعلى بواقع 65% من الدخل.

وكل هذه البرامج تأتي لتسريع عملية السكن وتجويدها، ومن المحزن أن تنتظر العائلة 15 عاما للحصول على القرض، في ظل وجود نحو 500 ألف شخص في قوائم الانتظار.

• هل توجد برامج ستطلق قريبا لدعم أصحاب الدخل المحدود أو ذوي الاحتياجات الخاصة؟

••نعم، يوجد برنامج «الإسكان التنموي» لوزارة الإسكان، وسيتم إطلاقه خلال 3 – 4 أسابيع قادمة، وهذا البرنامج سيدعم عددا من الفئات، كذوي الاحتياجات الخاصة، ويوجد برنامج أطلقناه أخيرا اسمه «عجلها» يمكن المنتظرين من الحصول على القروض العقارية خلال يوم واحد فقط، في حال كانت كافة الأوراق والمتطلبات مكتملة.

والصندوق سيستمر في تقديم خدماته للمستفيدين في قوائم الانتظار بتقديم الخيارات التمويلية المناسبة لهم، فخلال الفترة الماضية تم تدشين حملة تفاعلية في 14 مجمعا تجاريا في مختلف مناطق ومدن المملكة، شهدت إقبالاً من الزوار واهتماما بالاستفادة من خدمات الصندوق، إضافة إلى ذلك أطلق الصندوق عددا من البرامج والمبادرات لتسهيل الحصول على القروض العقارية، وتملك المواطنين للسكن الملائم من بينها الإعلان عن منتج البناء الذاتي، وتقديم الدعم للمستفيدين ممن لديهم تمويل عقاري قائم بتحويله إلى مدعوم، إضافة إلى معرفة موعد استلام القرض العقاري من خلال زيارة الموقع الإلكتروني للصندوق.

ومجلس إدارة الصندوق وافق على تمديد للمواطنين الذين سبق أن صدرت الموافقة على طلباتهم منذ 10 سنوات وأقل لمدة عام واحد تبدأ من 26 شوال القادم.

•توجد العديد من الأحكام القضائية ضد الصندوق العقاري، كيف سيتعامل مع هذه الأحكام؟

••كافة الأحكام التي صدرت ضد الصندوق رفعناها إلى محاكم الاستئناف، باستثناء قضية القصيم التي اكتسبت القطعية لتأخرنا في رفع الاستئناف، وسيتم العمل مع كافة القضايا وفق النظام.

يذكر أن صندوق التنمية العقارية دعم في آخر 5 سنوات أكثر من 199 ألف مستفيد على مختلف مناطق المملكة، وفيما يخص برنامج الدعم الذي أطلق في فبراير2017، بلغ إجمالي المستفيدين 126.5 ألف شخص، ووصل إجمالي القروض السارية حتى الآن بحسب الموقع الإلكتروني نحو 456 ألف قرض، وبلغ إجمالي الطلبات الموافق عليها أكثر من 115 ألف طلب، وإجمالي الوحدات الممولة أكثر من مليون وحدة.

حضر الندوة:

رئيس القسم الاقتصادي صالح الزهراني، محرر القسم الاقتصادي عبدالرحمن المصباحي، محرر الشؤون المحلية حسين هزازي، سكرتير تحرير الشؤون المحلية إبراهيم علوي، محرر المحليات رامي السليماني