صورة تعبيرية.
صورة تعبيرية.
-A +A
"عكاظ" (باريس)
قبل عامين ظهر صاحب مطعم فرنسي بإحدى الضواحي الباريسية في مقطع فيديو وهو يطرد فتاتين محجبيتن من مطعمه.

والفيديو كان مسجلاً من زبائن داخل المطعم، حيث كان صاحبه يرفض استقبال فتاتين محجبتين ويطلب منهما مغادرة المطعم ويقول لهما: "كل الإرهابيين مسلمون وكل المسلمين إرهابيون، من حقي أن أقول ما شاء وأنا لا أريد أشخاص مثلكم في مطعمي".


ويبدو أن مثل هذه الحادثة التي تبرز مدى انتشار الإسلاموفوبيا بين الفرنسيين عادت إلي واجهة الساحة الفرنسية من جديد، بعد أن قام مطعم فرنسي يقع بحي الشانزليزيه اسمه لافونو "l'Avenue" بمبادرة عنصرية، حركت القضاء الفرنسي بعد تدخل المدافعين عن حقوق الإنسان، حيث فتح تحقيقاً في موضوع المطعم الراقي "لافونو" الواقع في المقاطعة الثامنة بباريس، والذي منع العرب والسود والنساء المحجبات من الدخول إلى المطعم أو الجلوس على شرفته.

وعلى إثر ذلك، تحركت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الفرنسية، وتم إيداع شكوى أمام الجهات الفرنسية، واستناداً إلى المادة 40 من قانون الإجراءات الجنائية، قدمت هيلين بيدار نائبة رئيس بلدية باريس المسؤولة بصفة خاصة عن مكافحة التمييز، تقريراً إلى المدعي العام لقضاء باريس فرانسوا مولينز.

كما فتح المدافع عن حقوق الإنسان جاك توبون تحقيقاً بعد أن نشر الخبر عن النظام التمييزي الذي ينتهجه مطعم "لافونو " التابع لمجمرعة كوستيس.

وقال جاك تووبون في بيان نُشر يوم الجمعة الماضي: "هناك ممارسة عنصرية يمارسها القائمون على مطعم "لافونو"، إذ يرفض من خلالها العملاء المنحدرين من شمال أفريقيا، والخليج والنساء اللواتي يرتدين الحجاب".

وحسب بعض الشهادات التي استقتها "عكاظ" من أصحاب مطاعم محاذية، فالمطعم يرفض علناً تقديم أي حجز للطاولات بأسماء عربية، ويشترط أن يتم الدفع ببطاقة البنك مسبقاً للمأكولات والمشروبات التي ستستهلك، حتى يتم معرفة أصول العميل في حال التحايل باستعمال أسماء فرنسية.

وأضاف صاحب مطعم غير بعيد، أن المطعم أعطى تعليمات بعدم استقبال أصحاب السحنة السمراء والشعر الأسود، أي العرب.

ويقع مطعم لافونو في الدائرة الثامنة بشارع مونتان العريق، ويستضيف هذا المطعم بانتظام المشاهير الفرنسيين والعالميين.

ووفقاً لزبائن عرب وخليجين، فإن المطعم لا يستقبل سواح من الخليج ولا من العرب ولا من شمال أفريقيا.

ونقلت الصحافة الفرنسية على لسان إحدى العاملات بالمطعم، أن مدير لافونو ألكسندر دينيس غالباً ما يقول إنه يُفضل أن تكون هناك شقراوتان على طاولة الشرفة بدلا من نساء محجبات، حتى وإن كن أغنياء.

يذكر أنه قبل أعوام أثارت صحيفة لو كانر أونشيني موضوعاً مماثلا، حيث أدلت مضيفة سابقة لمطعم جورج بالدائرة الرابعة التابعة لمجموعة كوستيس، وهي نفس المجموعة التي يتبع لها مطعم l'Avenue، أنه تم توجيه تعليمات للموظفين لوضع الزبائن "الوسيمين" في مقدمة المطعم، بينما يحال القليلي الوسامة إلى الجهة الخلفية.

ونفس الشهادات أدلت بها مضيفات لافونو اللواتي خضعن للتحقيق، حيث أفدن أن تعليمات مدير المطعم تشير إلي رفض كل حجز باسم عربي، وخاصة من الإمارات والسعودية والكويت وشمال أفريقيا، حتى ولو كان المطعم فارغاً، وطالب المضيفات بعدم خدمة النساء المحجبات وطردهن من الشرفة أو من القاعة.