عماد شبلاق
عماد شبلاق
-A +A
عماد وليد شبلاق أستاذ الهندسة القيمية وإدارة المشروعات Emad.shublaq@omrania.com.sa
ربما ظنه البعض أنه عنوان جديد لمسلسل تلفزيوني أو لغز إعلامي، والحقيقة السهلة أنني عندما قمت بقياس روشتة الدواء الموجود أمامي «أركوكسيا» لعلاج التهاب المفاصل، وجدتها 40 سم في 60 سم، بينما حجم الجرائد التي أمامي أقل من ذلك بنحو 3-5 سم ! طبعا هذا الترابط الوثيق بين علبة الدواء الكرتونية (غالبا) والروشتة هو أزلي، وربما بدأ مع بداية تصنيع الدواء، وأدركت يقينا بأن وجودها هو متطلب إجرائي من مجلس وزراء الصحة العرب وكذلك اتحاد الصيادلة العرب وأخيرا الهيئة العامة للغذاء والدواء، ولا أعتقد أنها للتثقيف أو الوعي الطبي (بهذا الأسلوب المتبع حاليا)، فهو الأمر نفسه تجده في شروط قبول بطاقة الائتمان البنكية والمقصود حقيقة ألا تقرأهم (لصغر الخط وكثرة المعلومات وبدون أدنى فراغات بينهم – اللهم مساحة للتوقيع فقط!)، الجريدة التي أمامي عفوا (النشرة أو الروشتة) أصبحت تقليدية وعلى الأغلب مملة، وقليل منا يقرؤها بالكامل شأنها شأن عقود التأمين على الحياة والسيارات وبطاقات الائتمان لتكدس الخطوط وصغرها ومن ثم كثرة المعلومات الطبية التي فيها، فهل لنا من مخرج إبداعي لهذا يا مجلس؟

في جريدة الدواء هذه تجد الأبواب والفصول والمحليات والمعلومات والأخبار: على سبيل المثال - نفس الدواء الذي أمامي (وكأنك تقرأ كتابا أو مقالا) وهذا ما جاء فيها بالضبط - في هذه النشرة 1- مالمقصود بالدواء 2- قبل تناول الدواء 3- كيفية تناول الدواء 4- الآثار الجانبية للدواء 5- كيفية تخزين الدواء 6- معلومات إضافية.


طبعا هذه هي العناوين، أما تفاصيل النشرة فهي بالداخل وربما يتم اقتراح صرف نظارة طبية أو عدسة مكبرة (عينة طبية مثل المسطرة) داخل العلبة للتأكد من دواعي الاستعمال والجرعة المطلوبة.

الزمن تغير والإبداعات والتغيرات الإيجابية ظهرت في كل مكان، وصارت شبيهة بدليل المستخدم user manual، خصوصا عند تعدد اللغات، فهل بالإمكان إيجاد وسيلة لقراءة أفضل للروشتة وبخط كبير وواضح، خصوصا أن معظم المرضى هم من كبار السن ضعيفي النظر وهل هناك داعٍ لحشر كل هذه المعلومات في جريدة واحدة ورقية، ولربما تتم الاستعاضة عنها بقراءات إلكترونية في أي مكان (صيدلية، مول، جهاز محمول، ساعة! ألواح زجاجية وغيرها!). وحقيقة الأمر وللمرة الأولى أعرف أن هناك ما يسمى «المركز الوطني للتيقظ والسلامة الدولية»، وهو وكما جاء بالنشرة للإبلاغ عن الأعراض الجانبية.