سيارة السيدة المسنة
سيارة السيدة المسنة
-A +A
بشير الزويمل (حائل) bsheerAlzwaiml@
قبل سنوات طويلة قادت سيدات البادية في شمالي حائل، السيارات اعتمادا على الذات وطبقا للرواة فإن تاريخ قيادتهن يعود إلى أكثر من 50 عاما. وسبق لـ«عكاظ» أن نشرت خبرا في الثالث والعشرين من أبريل الماضي عن سبعينية في بلدة القاعد تسببت في إعاقة حركة السير بعد أن أوقفت مركبتها في منتصف طريق الخدمة قبل أن تترجل وتدخل أحد المتاجر الخاصة بتسويق الأعلاف.

وتقول أم فيصل لـ«عكاظ»: إنها معلمة تجاوزت خبرتها التربوية والتعليمية في بادية حائل أكثرمن ربع قرن وإن الظروف التي مرت بي أجبرتني على شراء سيارة بعد رحيل زوجي فاضطرت إلى قيادتها لإيصال أبنائي إلى مدارسهم منذ 17 عاما، «ابني فيصل يفاخر بي، لأنه خريج مدرستي في القيادة».وكانت مثل هذه الأحداث غريبة على سيدات المناطق الأخرى، غير أن المشهد كان مألوفا منذ سنوات شمال المملكة في مناطق الحدود الشمالية، الجوف، طريف، رفحاء وحائل. طبقا للحميدي الشمري أحد سكان بلدة القاعد لـ «عكاظ» فإن مشهد قيادة النساء للسيارات ظل عاديا لا يثير انتباه أحد، ولعل كثيرا من السكان يعرفون تلك السيدة التي قادت سيارتها أمام متجر الأعلاف، إذ ظلت تخدم نفسها وأبناءها وتذهب خارج البلدة لمواشيها وتعود وسط تعاون الجهات الأمنية، تقديراً لظروفها و هناك عدد من النساء يقدن السيارات في القاعد ولم نسمع أي مضايقات تعرضن لها، وطبقا لمعلومات استقتها «عكاظ» من معلمات، فإن عدد السائقات في بادية حائل يتجاوز الـ150 في القرى والهجر، مثل بادية قرى النفوذ وبادية قرى أجا وبادية قرى سلمى في الشرق وبادية قرى حرة الحائط جنوب المنطقة وبوادي المحافظات والمدن التابعة لمنطقة حائل. وكشفت معلمات في مدارس بادية شمال حائل أن عدد النساء السائقات في تلك القرى يتجاوز 20 سائقة وربما يصل لـ 50 وتؤكد «أم فهد» أن كل السائقات يتمتعن بمهارة القيادة، وينقلن بناتهن إلى مدارسهن وتلبية حاجات أسرهن.