-A +A
ريهام زامكه
نستقبل في هذه الأيام شهر الخير رمضان، فكل عام وأنتم من صوامه وقوامه وعُدتم به مُسعدين لا فاقدين ولا مفقودين إن شاء الله.

يستعد الجميع لاستقبال هذا الضيف العزيز وبعضهم يستقبله بشوق ومحبة وأخلاقيات حسنة وعالية، والبعض -هداهم الله- تجدهم قبله يتداولون رسائل التهنئة والمباركة بقرب حلوله مع الأهل والمعارف والأصدقاء، وحياتهم في الواقع مع الأسف هي مجرد (كوبي-بِست) !


فما إن يحل علينا شهر المحبة والخيرات، تستقبله هذه النماذج من الناس بنفسيات سيئة ومُنفرة خصوصاً في نهار رمضان، لأن أخلاقه تصبح (على جريف) حينما يصوم لأنه امتنع عن الطعام والشراب والتدخين !

ولا أعلم لماذا تسوء نفسيات البعض خلال أوقات الصيام، فتجد الشخص (نفسه بخشمه) إلى أن تمتلئ (العدوة) -أي معدته- (للماكسيمم) فتعود المروة، ويرتاح ويعود لوضعه وحاله الطبيعي بعد أن امتلأت (كرشته) العزيزة بالأخضر واليابس.

واللهم حوالينا ولا علينا، تجدهم يخرجون وأخلاقهم تسد النفس، وكأن إبليس يجلس ويتربع على (أرنبة) أنوفهم، وقد تكون كلمة صغيرة أو موقف بسيط سببا كافيا لحدوث معركة ومطاحنة لسانية ويدوية مع من يعترضهم أو يستفزهم!

ربما يجدر بنا ترك هذه السلوكيات وبعض العادات السيئة المتمثلة في هذه النفسيات الرمضانية التي نشهدها كل عام، وأن نستغل هذا الشهر الكريم بأعمال الخير والإحسان لترجح كفة حسناتنا على سيئاتنا فيه، فتمحو بعضاً مما تقدم من ذنوبنا وما تأخر.

ولا أنسى بالطبع غير ما نواجهه من نفسيات البعض اللهم يا كافي، تتصدر بتفوق بعض النساء أو (الحريم) على قوائم بعض برامج الإفتاء التي تعرض على القنوات الفضائية والإذاعية، وما يلفت نظري، تكرار الكثير من الأسئلة والشبهات حول مفطرات الصيام، فتتصل بالبرنامج وتسأل السائلة نفس الأسئلة المُعتادة عند حلول شهر رمضان وتسمع نفس الجواب. تلك الأسئلة أو الفتاوى التي قد حفظناها وحفظنا إجاباتها وحكمها الشرعي عن ظهر قلب من تكرارها السنوي.

فيا حبذا عزيزاتي لو تنشغلن بالعبادة وبالطاعات، وطريقة لف عجائن البيتزا وخبز المعجنات، وكيفية عمل المهلبية والحلويات.

ولا تُهملن هذه النصيحة مني، فواحدة أهملتها هربت (شغالتها) في نهار رمضان.

ولأن الذكرى تنفع المؤمنين والمؤمنات أعود وأذكركن حبيباتي جزاكن الله خيرا، حركات (كيني ميني) ما نبغى الله يصلحكن، أشغلتونا الله لا يشغلنا إلا بطاعته، أعيد وأكرر بخصوص السؤال الشهير وفتواكن المتكررة حوله عاماً بعد عام، الإجابة عنه هي صيام شهرين متتابعين ولا حياء في الدين، أعانكم الله على الصيام والقيام، اتفقنا.. يلا سلام.

* كاتبة سعودية