ابو دهمان يتسلم هدية تذكارية في نهاية الحوار المفتوح.
ابو دهمان يتسلم هدية تذكارية في نهاية الحوار المفتوح.
-A +A
علي فايع ( أبها ) alma3e@
وصف الروائي أحمد أبو دهمان الرواية السعودية بالمبتذلة في الغالب، لأنها لا تنطلق من مكوّن إبداعي، وأشار في الحوار المفتوح الذي نظمه ملتقى نجران الثقافي أخيراً إلى تأخره في كتابة رواية أخرى بعد «الحزام مقصود»، وأنّ الفكرة والإبداع الآن قد تكونان في جملة أو عبارة تحكي أشياء كثيرة وأنّ الرواية بالنسبة له ليست شغفاً، كون هناك طفرة في الكتابة الروائية في المملكة وأنها في الغالب لا تنطلق من مكون إبداعي مما جعلها تميل إلى الابتذال. وتحدث «أبو دهمان» عن باريس التي اكتشف نفسه فيها وكان عليه أن يعيد قراءة تاريخ الجزيرة العربية وقد أمده أستاذه في «السوربون» محمد أركون بمفتاح قراءتها وكان هذا المفتاح هو نجران المتعددة التي يمكن لنا كسعوديين التباهي بها في كل مكان وقد كان يفعل. وأشار إلى أنّ نجران كتبت تاريخها على حجارتها وهي أمانة في أعناقنا جميعاً، ويجب أن نكتب تاريخها من جديد ونتصدى له بشجاعة، لأنها تعدّ سراً عظيماً لما مر على الجزيرة العربية من أديان، وأضاف نحن بلد تليد والجزيرة العربية شبه عربية، لأن فيها ست لغات أخرى، وما اكتشفته عما أغفل عنه من تاريخ هذه البلاد تنوء به الجبال.

وعدّ «أبو دهمان» جهلنا بتاريخ نجران جريمة، وأكد على أنّ من يعرف التاريخ الحقيقي يعرف أننا نحتاج لكتابة كل شيء من جديد، لأنّ لنا تاريخاً عظيماً لكنه لم يكتب بعد، وعدّ نجران أمانة يجب أن نحفر في كل مكان فيها للبحث عنها، وأكد على أننا الآن في الطريق الصحيح وهي فرصة لتحمل مسؤولياتنا لإعادة قراءة هذه المدينة، وأنّ العهد الذي بين الرسول ونصارى نجران يليق بنا أمام العالم. وأشار «أبو دهمان» إلى أنه في الحزام حاول أن يكتب شيئاً من هذا التاريخ كما كتب أطروحته أيضاً، لكنه وجد أنها لا تليق بالظروف الثقافية السائدة يومها، وأكد على أنّ نجران تحتاج أن تحول لفيلم وثائقي عالمي وأنه مستعد للتعاون حيال ذلك.


وعن إقامته في فرنسا أكد أبو دهمان أنه تعلم من إقامته فيها قيمة الفرد وأهمية الفردانية في التحديث والحداثة، لأنها قامت على تعزيز قيمة الفرد على حساب الجماعة أو القبيلة أو العرق أو الدين أو الطائفة وتعزيز ذلك من خلال دولة القانون وما تفرضه من عدالة ومساواة. وختم أبو دهمان حواره المفتوح بالوطن الذي غنّى له وتغنّى به وقال إنه متفائل بمستقبل المملكة دولة ومجتمعاً انطلاقا من الإصلاحات التي يقودها ولي العهد وضرورة دعمها والوقوف معها من قبل الجميع، وأضاف أننا كنا في حاجة إلى وطن شجاع وأنه ينحني تبجيلا لجميع أفراد قواتنا العسكرية.