عثمان عطا
عثمان عطا
-A +A
د. عثمان عطا
أصدقائي المدربين لا تنزعجوا مني بعد هذا المقال، الشنطة وليست الحقيبة، لأن المتخصصين يعرفون الفرق بينهما، وأقصد مدربي الشنطة الذين يحملون فيها عدداً من الكتب اشتروها من إحدى المكتبات المتخصصة في ترجمة كتب تطوير الذات والإدارة، الذين اتخذوها طريقاً سهلاً للتدريب، فبعد أن تسابق المدربون على اختيار الألقاب والمسميات الخاصة بهم، أصبح هاجسهم البحث عن اعتمادات دولية يصف بها مسيرته المهنية في التدريب كـ«مدرب» التي لا تتعدى دورة تدريب مدربين، ولقاء تلفزيوني، وعشر تغريدات، وصفحة في الفيس بوك. ليصبح بعدها المدرب المعتمد من المنظمة والرابطة والاتحاد والأكاديمية العالمية التي لم نسمع بها إلا في السير الذاتية لهذا المدرب.

ثم اتخذ هذا النوع من المدربين «الكدادة» شكلاً آخر، إذ ظهر مدرب أبو شنطة الذي يرتقب إصدارات المكتبة ليؤلف لها دورة ويعلن عنها، وهذا ليس إلا ذكاء تجارياً وتدريبياً إلا أنه يفتقر إلى المهنية والاحترافية والمنهجية التطبيقية.


كيف يكون لمدرب أن يتحدث في كل شيء، والتدريب في كل شيء، وتقديم الاستشارات في كل شيء، اليوم تجده يتكلم في تطوير الذات، وغداً يتكلم في الأسرة، وبعده في التسويق، والأسبوع الذي يليه في تقييم الأداء وإدارة المشاريع وكل العلوم.

وهذا فعلاً ما يحير ويثر الشك في هذا المدرب. وينطبق عليه القول «بتاع كلو ومدرب كل شيء».

حديثي هذا نابع من خوفي على مهنة التدريب العظيمة وأهدافها السامية، ومخرجاتها التي نسعى بأن يكون لها أثر إيجابي على الفرد ومن ثم المجتمع، إن حديثي لأقطع الطريق على أولئك الذين يظلمون التدريب، ويصفونه بالوهم ويصنفونه بالنصب.

أردت فقط أن أنبه أصدقائي المدربين الذين قد ينجرفون وراء هذا التصرف، ويأخذهم تدني الطلب على التدريب إلى أن يكون مدرب «أبو شنطة» وضرورة التركيز على التخصص ثم التخصص والممارسة التطبيقية والخبرة والتجربة والقدرة على التطبيق لتقديم حلول ناجعة للمتدربين.

إن العمل في التدريب رسالة سامية وليست مهنة من لا مهنة له، هو عملية تكاملية علمية مهنية تبدأ من المعايير الخاصة بالعملية التدريبية التي من أهمها المدرب، ومن المؤسسات العاملة في التدريب كمؤسسات التدريب المهني والجامعات، التي لابد لها من التدخل في وضع معايير عالمية ومحلية للمدربين، ومن ثم يكون لكل شركة أو معهد أو مركز تدريب معايير خاصة لاختيار المدربين، وبقي أن نعرف أن المدرب يتحمل نسبة 70 % من نجاح أي دورة تدريبية يقدمها.

Oatta17@gmail.com