-A +A
محمد أحمد الحساني
قال علماء هولنديون وفق خبر نقلته وكالات عالمية، إن تقليل السعرات الحرارية بالنسبة للمسنين من الرجال والنساء يؤدي إلى انخفاض نمو الخلايا الدبقية المسببة «للزهايمر» أو الخرف العقلي، وأنه كلما زادت نسبة الدهون في طعام المسنين وانفتحت شهيتهم على الأطعمة الدسمة فإن احتمال إصابتهم بالخرف العقلي خلال السنوات الأخيرة من أعمارهم يصبح أكبر، وعندها ينطبق على الواحد منهم قوله عز من قائل «ثم يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً».

وتذكرت وأنا أقرأ الخبر مثلاً شعبياً يقول: «أكل وراحة يعقب ملاحة»، وقلت في نفسي إن المثل ربما ينطبق على صغار السن من الجنسين، وعندما كانت السمنة لدى الأطفال والفتيان والفتيات تدل على النعمة والجمال، أما بعد أن تغيرت المفاهيم الجمالية، فإن الأكل والراحة لم يعودا سبباً للجمال ولذلك أصبحت الأجيال تبحث عن الرشاقة ليل نهار وتتبع من أجل ذلك نظاماً غذائياً قاسياً وحركة رياضية منتظمة.


أما كبار السن، خاصة الذين يخلدون إلى التقاعد من وظائفهم، فإن الزهايمر شغال فيهم الواحد تلو الآخر فإذا غبنا عن بعضهم عدة شهور وجدناه بعد ذلك قد «تزمهر» لاسيما الذين تجاوزت أعمارهم 80 عاماً.

وبحكم المعايشة والمعاصرة لبعض «المتزمهرين» حديثاً فقد لاحظت أن الدراسة الهولندية تنطبق عليهم، لأن أوزانهم تزداد بعد التقاعد وشهيتهم للطعام تنفتح على مصراعيها، فتراهم في المناسبات يبحثون عن الدسم ولحم الكتف ومضارب الماء فتقول حتى لا تحسدهم ما شاء الله، فلا تمرُّ إلا سنوات حتى يكون لكل منهم مقدمة ومؤخرة تجعله مثل برميل زيت متحرك، ولذلك فإنني سأضع مثلاً شعبياً من عندي يقابل المثل الآنف ذكره ويعاكسه في الاتجاه فأقول بناء على ذمة الهولنديين «الدهن ولحم الكتف يجيب الزهايمر والخرف».

وأختتم بطرفة سمعتها عن سيدة مكية عاشت مع بعلها حياة سعيدة مدتها 60 عاماً وكان قد تزوجها وعمره 20 وهي في الـ15، فأدركه الزهايمر في السنوات الأخيرة فأصبح كلما دخلت عليه يقول لها: بسم الله.. إنتِ مين؟

* كاتب سعودي‏