-A +A
هاني الظاهري
بمباركة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية احتفل السعوديون الخميس الماضي بإطلاق برنامج جودة الحياة الذي يعد أحد أهم برامج «رؤية 2030»، بحضور عدد كبير من الشخصيات الحكومية والإعلامية ووسط تغطية إخبارية واسعة شملت معظم تفاصيل البرنامج وآليات تنفيذه، وهو ما يؤكد أن السعودية تسير بكل جدية باتجاه تحقيق حلم انتظره الناس طويلاً، ووعدهم عراب الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتحقيقه، وهو الأمير الذي أثبت للعالم أجمع أنه قائد التغيير نحو المستقبل والرجل الذي تسبق أفعاله أقواله.

يمثل هذا البرنامج صُلب الحلم السعودي في الجانب الاجتماعي، وله انعكاس كبير على جميع جوانب الرؤية الأخرى، كما أنه مرتبط ارتباطاً عضوياً بعمل مختلف الوزارات والجهات المنخرطة في مشروع السعودية العظيم للانتقال إلى المستقبل، وهذا أمر قد يثير القلق من أن يؤثر على نتائجه ضعف أداء بعض الوزارات، ما يستلزم في رأيي الخاص أن يكون لدى رئيس لجنة البرنامج معالي الأستاذ أحمد الخطيب صلاحية تنفيذية شاملة لتقييم أداء كل الجهات المرتبطة بالبرنامج في ما يخصه، مع صلاحية اتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية لعلاج أي قصور لديها بشكل ديناميكي يتجاوز الأطر المرجعية التقليدية، ويهدم الأسوار الحديدية الكلاسيكية التي يفرضها كل مسؤول حول الجهة التي يديرها، فالحلم السعودي أكبر وأعظم من كل هذا.


من جهة أخرى لا بد من الإشادة بالمنهجية العلمية التي يتبعها البرنامج في قياس (جودة الحياة)؛ إذ ربطها بمؤشرات عالمية لها وزنها، ما يعطي بلا شك نتائج أكثر صدقية ودقة من تقارير الجهات المحلية المرتبطة بالبرنامج، والمؤشرات كما ورد في وثيقة البرنامج هي:

«التصنيف العالمي لقابلية العيش الصادر سنوياً عن (ذا إيكونيميست إنتلجنس يونت)، لتصنيف المدن في 140 دولة حسب جودة الحياة الحضرية فيها، ومسح ميرسر/‏ Mercer لجودة الحياة الذي يصنف 231 مدينة بناء على جودة النقل والبيئة السياسية والاجتماعية والثقافية والخدمات العامة والصحة والبيئة الاقتصادية والمدارس والتعليم والبيئة الطبيعية والسكن وتوفر الوسائل العالمية والمسارح ودور السينما والرياضات والسلع الاستهلاكية والمطاعم والاستجمام، كما اعتمد البرنامج قائمة مجلة مونوكل/‏ Monocle لنمط الحياة كمؤشر قياس، وهي قائمة سنوية تضم أفضل 25 مدينة للمعيشة في العالم، ومؤشر السعادة العالمي الذي يصنف 155 دولة وفقاً لمستويات السعادة، ومؤشر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لجودة الحياة، ومؤشر ARRP لجودة المعيشة».

في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1963، وقف مارتن لوثر كينج عند نصب لنكون التذكاري في واشنطن مطلقاً عبارته التاريخية «I have a dream - عندي حلم» لتتحول إلى أيقونة عالمية وشعار لكل صناع التغيير في العالم، واليوم تردد قلوب السعوديين وعقولهم هذه العبارة وكلهم إيمان بتحقق حلمهم بجهود المخلصين من القائمين على تنفيذ برامج الرؤية وعلى رأسها برنامج جودة الحياة، فبوركت الجهود.

* كاتب سعودي