-A +A
إبراهيم عقيلي
اعتاد بعض المسؤولين النوم على أنغام المديح، والاستيقاظ على إيقاع «التطبيل»، وكأن دور الإعلام الإشادة، لذلك تجد هذا النوع يتوتر عند أول نقد يوجهه له الإعلام.

تلك مشكلة عامة عند الكثير من المسؤولين، لكن المشكلة تزداد وتكبر في الوسط الرياضي، وتحديدا بعض رؤساء الأندية الذين يعملون في فترة تكليف يأملون من خلالها التمديد، أو الخروج من الموسم بأقل الخسائر، وهذا حق يكفله له الطموح والإنجاز، ولكن ما لا يحق له هو رفض النقد والسعي في توجيه الإعلام بما يتناسب مع رؤاه وآماله، وما لا يحق له هو أنه عندما يعتب عليك أو يوجه لك اللوم، يخوض في غمار المهنية وكأنه صحفي، وهو في النهاية لا يفرق بين اكتمال عناصر الخبر أو ما تشترطه المهنية من توثيق يضمن سلامة الصحفي ويكفل حق الجهة الإعلامية التي يعمل بها، نسي أنه خارج أروقة الإعلام، والمثير للضحك عندما يرمي بعضهم الخبر أو التقرير النقدي في سلة العيب، فلا عيب في المجال الصحفي، وميزان الخبر والتقرير في نهاية المطاف يرجح كفة صحة المضمون أو خطئه، ولكلتا الحالتين وضع مختلف، فإن أصاب فقد حقق المطلوب منه، وإن أخطأ فهناك الكثير من الخطوات النظامية التي تكفل للمتضرر حقه.


أعتذر لزملاء المهنة وهم يقرأون مقالي وفيه الكثير من أبجديات العمل الإعلامي وهم أدرى بها مني، لكن أخوكم اليوم مرغم لا بطل، فقد استثارني غضب شخصية رياضية وقف الكثير من الزملاء معها مؤازرين له، معتبرين أن المديح هنا واجب، والتغاضي عن بعض الأخطاء واجب أيضا يحتمه الوقوف مع تجربته الأولى في ظل الظروف التي يعاني منها فريقه، لكنه اعتقد بأن المديح أصبح فرضاً على كل صحفي، وواجباً على كل ناقد رياضي، ومن العيب، وأضع خطين متوازيين تحت كلمة «عيب»، أن يوجه له أحد أي نقد حتى لو كان مبنياً على تساؤل جماهيري مشروع، لذلك أقولها لكل مسؤول إن العيب في العرف الصحفي ليس له مكان، فالعيب الكارثي أن يتحول الصحفي إلى مزمار يطرب المسؤول، ويحول الكاتب الصحفي مقاله لمديح يومي، مديح يتحول مع الأيام إلى ذم.

فكما تفرض علينا المهنية الإشادة عند الإنجاز، تفرض علينا أيضا النقد إذا تجاوز الأمر حدود الصواب.