-A +A
عبدالله عمر خياط
مع قدوم شهر رمضان تلبس الحياة ثوباً جديداً وتسير على برنامج مختلف عن الشهور الأحد عشر الأخرى، ويسهر الناس، وترى الشوارع في نصف الليل وكأنها في ذروة خروج الناس في النهار في الشهور الأخرى، وتتنوع المأكولات، ويقرأ معظم الناس إن لم يكن كلهم من كتاب الله حسب طاقتهم.

لكني لاحظت عدم الاستعداد لرمضان بالغذاء الثقافي والفكري، اهتمام كثير من الناس بأنواع الأطعمة والأشربة أكثر من اهتمامهم بقراءة الكتب التي تغذي عقولهم وأفئدتهم.


والعبادة من صيام وحج وصلاة وزكاة وصدقة تحتاج إلى علم، وفي شهر رمضان تجتمع فريضة الصيام وسننه المعروفة وفريضة زكاة الفطر ونافلة التراويح وصلاة التهجد لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.

ولحسن حظي فإن عندي في مكتبتي كتاب أنصح بشرائه وقراءته قبل رمضان واسمه «إسعاف أهل الإيمان بوظائف شهر رمضان» لفضيلة العلامة الشيخ حسن بن محمد المشاط وكانت حياته رحمه الله من عام 1317هـ سنة ميلاده حتى وفاته عام 1399هـ.

ولنفس المؤلف كتاب عن الحج بعنوان «إسعاف أهل الإسلام بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام».

وكتاب الشيخ المشاط عن رمضان ليس كبيراً وهو يضم فوائد هامة من الحديث النبوي، كما تتخلل الكتاب رقائق من أحوال وأقوال العارفين بالله تعالى في شهر رمضان، ومن ذلك نبذة لطيفة قال فيها: روي عن بعض السلف: أن الله تعالى أخفى أربعة في أربعة: ليلة القدر في رمضان ليجتهدوا في إحياء جميع لياليه طمعاً في إدراكها، وساعة الإجابة في يوم الجمعة، لذلك، والصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، ليجتهدوا في أداء جميعها رجاء الموافقة، والاسم الأعظم في أسمائه الحسنى، ليدعوه بكلها ابتغاء المصادفة، ورضاه في طاعته، كيلا يترك شيئا من الطاعات.

ومثلها ما نقله المؤلف.. فقال: وقد جاء في الحث والترغيب في طلب العبد من مولاه العفو والعافية ما أخرجه الترمذي عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله تعالى، فمكثت أياما، ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله تعالى. قال لي: «يا عباس يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل الله العافية في الدنيا والآخرة». قال الترمذي: حديث صحيح.

السطر الأخير:

العلم نور

* كاتب سعودي