-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
أصبح جلياً أن صناع القرار في الدوحة يعانون من اضطرابات سيكولوجية وتخبطات عجيبة انعكست بوضوح شديد على السياسة الخارجية المتناقضة للنظام القطري، فبات «جزاء سنمار» بانتظار كل من يمد يد العون لقطر كما فعلت مع الكويت والمغرب أخيراً وليس آخراً، في حين تكيل المديح لإيران التي تقود أنشطة إرهابية في المنطقة سعياً منها لتحقيق أجنداتها التوسعية، وتصفها بـ «الشريفة» !

ففي الوقت الذي حاولت فيه الوساطة الكويتية التدخل لإنهاء مقاطعة قطر من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، تجاهل النظام القطري الجهود الكويتية الرامية لحل الأزمة القطرية مع أشقائها العرب والخليجيين، بعد أن همش وزير الخارجية القطري دور الكويت في الوساطة، بتأكيده أنه لا توجد مساعٍ لحل الأزمة القطرية مع الدول المقاطعة لها سوى من الولايات المتحدة، ولم تكتف قطر بذلك، إذ بادرت خطوطها الجوية بنقل العمالة الفلبينية من الكويت وتقديم تسهيلات الدفع الآجل لها لتفاقم أزمة العمالة التي اندلعت في الأسابيع الماضية بين الفلبين والشقيقة الكويت.


وذات الحالة من التباين والفصام تنطبق على صعيد العلاقة القطرية مع المغرب، ففي الوقت الذي دعمت فيه المغرب قطر بإرسال طائرات محملة بالغذاء إلى الدوحة لتخفيف وطأة المقاطعة عنها، اكتفى النظام القطري بتوجيه الشكر إلى «الشريفة» إيران وكيل المديح لها، بالرغم أن الأخيرة مدت قطر برجيع منتجاتها الغذائية وألبانها الفاسدة، ولم تتوقف قطر عند ذلك الحد، بل صمتت الدوحة ذات الارتباط الوثيق بالأنشطة الإيرانية في المنطقة عن إبلاغ الجانب المغربي بأي معلومات عن تمويل إيران الإرهابي لجبهة البوليساريو، واكتفت بإدانة شكلية مكشوفة وتثبت أنها باتت تمارس سياسة «التقية» لخدمة الأجندات الخبيثة.