-A +A
عبدالله عمر خياط
أهل مكة المكرمة وكثير من الحجاج والمعتمرين من خارجها يذكرون خط الطواف، وقد كان خطاً على رخام المطاف بالمسجد الحرام بلون مختلف عن بقية لون رخام المطاف، ويمتد من جوار ركن الحجر الأسود إلى داخل الأروقة المقابلة بالمسجد الحرام، لإعلام من ينوون الطواف ببداية نقطة الطواف، وأيضاً إعلامهم بنهاية طوافهم.

وقد كتب معالي الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء في جريدة «عكاظ» قبل أكثر من 15 سنة مقالاً ضافياً يكشف فيه أن هذا الخط لا حاجة له، بل إن ضرره أكثر من نفعه لما يسببه من ازدحام الطائفين بوقوفهم عنده وتعطيل حركة الطواف، واحتفاء بالمقال فقد قررت «عكاظ» نشره على الصفحة الأولى بعنوان كبير يستند على 8 أعمدة وجاء العنوان كالتالي:


«إزالة خط الطواف خطأ هندسي وشرعي»، وكان المقال مبنياً على عكس ما جاء في العنوان فاضطرت «عكاظ» لنشر نفس الموضوع في الصفحة الأولى، مع التصحيح فكان العنوان: «خط الطواف خطأ هندسي وشرعي» وعلى 8 أعمدة.

أذكر هذا بعد اطلاعي على ما أثاره زميلي وأخي الأستاذ محمد بن أحمد الحساني حول الطرائف في العناوين الصحفية التي كتب عنها في «عكاظ» الجمعة 4/‏8/‏1439هـ.

وإني لأذكر في هذا السياق العنوان المثير للجدل بين رئيس تحرير سابق ومحرر بارز آنذاك، وكلاهما قد انتقلا إلى رحمة الله.. والعنوان المشار إليه ظهر على الصفحة الأخيرة في مكان بارز منها يقول «المملكة تحضر مؤتمراً للفئران في القاهرة»، ولا بد أن وزارة الإعلام قد عاتبت رئيس التحرير الذي كان قد غادر الجريدة إلى منزله، وترك الصفحة الأخيرة في عهدة هذا المحرر البارز، والمشكلة أن رئيس التحرير لما استدعى المحرر لكي يلومه على هذا العنوان المزعج أصر المحرر أنه عنوان صحفي عادي وليس فيه ما يستحق المساءلة.

وفي مصر شنت إحدى الصحف حملة على وزيرة الشؤون الاجتماعية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر. ولكن خطأ مطبعياً جعل الوزيرة تلجأ إلى القضاء، فقد نشرت الصحيفة خبراً يقول: فلانة تتبول في شوارع القاهرة وتقصد «تتجول».

وإن أنسى فلا أنسى أن تحقيقاً ثقافياً نشرته «عكاظ» قبل نحو 20 سنة، ونشرت صفاً من صور كتاب ومثقفين سعوديين، ويبدو أن أحدهم ذكر اسم رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير فلمعت في ذهن محرر الصفحة أن يضع صورة الهالكة بدلاً من صورة أحد كبار المثقفين، ولكنه نسي أن يرفع اسم المثقف الكبير ويكتب اسم مائير فكانت النتيجة أن صورة مائير ظهرت ومكتوباً تحتها اسم (أ. ق) رحمه الله.

هذه الأخطاء الفاحشة قد تؤدي بالصحيفة إلى إتلاف عشرات الألوف من الصفحات المطبوعة.

السطر الأخير:

قال نزار قباني: يا ولدي.. لا تَحزَن. فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب.

* كاتب سعودي

aokhayat@yahoo.com