فهد
فهد
-A +A
فهد بن محمد alasmari.sa@hotmail.com
أصبح المعلم في الوقت الحالي ممن يشار إليه بالبنان، لكن ما نوع هذه الإشارة؟ وممن تكون؟

الواضح لدي أن هذه الإشارة هي من النوع «الإرهاقي»، وأعتقد أنه مصطلح لم أجده في كتب اللغة ولكن وجدته في لغة المتسلطنين!


أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال، مما تكون هذه الإشارة؟ فأعتقد أنها من المتسلطنين أنفسهم، فنجده مرة عالةُ على المجتمع ونجده مرة أخرى حقل تجربة للمتسلطنين بشكل خاص، أما من حيث عالة على المجتمع، فحدث ولا حرج، فغاب في هذا الشأن قول أمير الشعراء

قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا

أين التبجيل من المجتمع لهذا المعلم؟ أين الاحترام والتقدير؟ أين الاهتمام؟ أين وأين وأين. حتى غاب التبجيل وغاب معاها قول أحمد شوقي.

وأما من حيث حقل تجارب، فللأسف هذا واقع المعلم اليوم، أصبح حقل تجربة من المتسلطنين.

نُسي الاهتمام بمن هم وراء باب الحجرة الدراسية الطلاب! وجاء دور العمل الإرهاقي لمن يقومون عليهم، أصبحت أوراق التعاميم كسحب تطير من مكتب لمكتب حتى تصل إلى المعلم دون الاهتمام بالطالب، نفذ، طبق، اعمل، رتب، اكتب، ارسل، انسخ، واطبع (ارهق ارهق).. إلخ.

ثم يأتي آخر من المتسلطنين طبعا فيلغي كل ما سبق ويبدأ في إرسال السحب البيضاء من الأوراق والتعاميم.. إلخ، ويأتي آخر ويلغي كل ما سبق، وتبدأ السحب أيضا البيضاء في الظهور مرة أخرى، وهكذا دواليك، حتى كثرت الورقيات وكثرت التعاميم وكثرت الآراء المتضاربة دون جدوى (وكل يغني على ليلاه).

والآن بدأ دور الوقوف على قدم وساق للتصدي لهذا المعلم الذي يستحق أن ينال العقاب نظير جهده وتعبه في تعليم الطلاب ووقوفه على قدم وساق لإخراجهم متفوقين، بل يجب معاقبته لأنه يقدم لهم الهديا من حسابه الخاص، ويجب تأديبه لأنه يجب أن يشرح خلال أيام تعليق الإجازة للطاولات.

أهكذا يكون الاهتمام بالمعلم؟! هل أصبح حقل تجربة؟ أين هي المثاليات في حقوق المعلم؟

يا أيها المتسلطنين اهتموا بالمعلم ووفروا حقوقه ومطالبه، اعملوا على إدخاله في أجواء مريحة نفسيا حتى يتمكن من الإبداع، ليجد لكم المدينة الفاضلة، ساهموا معه في توفير بيئة جاذبه له ولأبنائه الطلاب، عالجوا الخلل في النقص بمن هم خريجون، وفروا وظائف للمتقدمين، اجتهدوا على توفير التأمين، اجتهدوا في حل من هم على البنود، اهتموا بصيانة المدارس.

ما يحدث للمعلم الآن هل هي مكافأة له؟!، أهذا هو الوقوف والتبجيل لمن هو بمثابة الرسول؟ رحمك الله يا شوقي؟