-A +A
بشرى فيصل السباعي
محمد رفيقي المعروف باللقب الحركي «أبوحفص المغربي» كان يصنف كأبرز رموز السلفية الجهادية بالمغرب، والده أحمد رفيقي تلقبه الصحافة بـ«عميد المحاربين المغاربة القدامى بأفغانستان» واعتقل بعد عودته، رافق والده بأفغانستان، وتقول سيرته أنه تتلمذ على أيدي علماء ومشايخ كبار وعمل بتدريس العلوم الشرعية، واحتفى علانية بأحداث 11سبتمبر، واعتقل على خلفية تفجيرات 16/‏‏مايو/‏‏2003 بالدار البيضاء، وأدين وحكم عليه بالسجن ثلاثين عاماً، وأفرج عنه بعفو ملكي 2012، وخلال فترة سجنه التي انفصل فيها عن العقل الجمعي لجماعته أتيحت له الفرصة لإجراء مراجعات لقناعاته انتهت بانقلاب جذري فيها عبر التفكر بمقاصد الشرع الجوهرية واستقراء العقل والواقع، وهو عضو مؤسس لرابطة علماء المغرب، ومن كانت هذه محطات سيرته لا يمكن تصنيفه بأنه ليبرالي وتغريبي، ولهذا حدثت ضجة كبرى عندما نشر تعليقاً على فوز ميركل بولاية رابعة بألمانيا ومعها زعامة الاتحاد الأوروبي والناتو بحكم أنها تحكم أقوى دوله، وهي أطول رئيس حكومة ولاية بالاتحاد الأوروبي لكفاءتها الاستثنائية ونزاهتها، نشر أبوحفص في حسابه بالفيسبوك «24/‏‏سبتمبر/‏‏2017» التالي: «هل نصدق ما يراد لنا أن نفهم من حديث (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)؟ أم نصدق الواقع الذي نراه مع ميركل وما حققته لوطنها خلال ثلاث ولايات واستحقت الرابعة؟.. أم أن فلاح ميركل بسياسة قومها مؤامرة..؟! متى نصالح بين الفكرة والواقع؟ متى نعترف أن كثيراً من النصوص ليست لواقعنا ولا حلاً لمشكلاتنا؟ متى نتأكد أن بعض النصوص لها سياقاتها الخاصة وظروفها وأسباب نزولها التي تجعلها قاصرة عليها فلا تصلح لأن تكون حكماً على طول الزمان والمكان، هنيئاً للألمان بميركل.. المرأة التي أفلح قومها حين ولوا عليهم امرأة».

وتعليقه هذا لا يخالف ما وصف به النبي أقواله؛ فبصحيح مسلم (أن النبي مر بقوم يلقحون فقال: لو لم تفعلوا لصلح، فخرج شيصاً -رديئاً- فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا، قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم) وبرواية (.. فإنما أنا بشر) وبرواية (.. إنما ظننت ظناً) وبرواية (أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم وأما آخرتكم فإلي).


وعلمياً؛ أظهرت دراسة لأكبر 500 شركة أمريكية للفترة 2001 - 2004 أن الشركات التي لديها أعلى نسبة من المديرات كانت أكثر ربحية وكفاءة من التي لديها أدنى نسبة من النساء بمجلس الإدارة «2011,Catalyst»

* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com