-A +A
فواز الشريف
قبل نحو ثمانية أشهر من الآن كان نادي الاتحاد التاريخ والوجهة والجاه يعبر إلى طريق مسدود حيث لا مخرج له إلا الانصياع لواقع مؤلم.

الديون والقضايا تحاصره من خمسة اتجاهات ولا حل في الأفق يلوح لمحبيه فكل شيء أضحى مغلقا ويعج بالفوضى، حتى أن المعارك الصغيرة في باطنه تقطع بعضها بعضا و«طرزانات العصر» (يتشقلبون) على مصالحهم وبطولاتهم الشخصية يحيطون به ويترعرعون في مساحاته الخالية.


كان ذلك قبل ثمانية أشهر تقريبا، وبين عشية وضحاها ثمة نور أضاء المكان وبدد الظلام ونهار طارد عتمة الحزن من أطرافها حين تغير الحال من حال إلى حال، وظهر رجل بألف رجل داعما ومؤثرا وفعّالا، رجل «شكلين ما بيحكي» ولسان حاله يقول «أنا لها».

ظهر معالي المستشار تركي آل الشيخ مثله مثل تباشير النهار وغيّر مفاهيم الساحة الرياضية على طريقة «الحزم والعزم» قاعدة ومبدأ ومفهوما، ومع ظهوره الفاره بدأت «عصاري» علامات البهجة والعيد لليالي لا يحتاجها إلا جمهور العميد.

تبدل الواقع بواقع وتغيرت «النفسية» الاتحادية من يأس وحزن وبكاء على الأطلال فأصبح وضع «مدرج الذهب» يعيش حول ناديه «شريك حياته» بتطلع وشوق إلى غدٍ مشرق، فتوالت مكرمات معالي المستشار حين قلب الأفكار بالأفكار وأعلن عن الرئيس الاتحادي الجديد وقرر الاختيار ليكون سعادة الرئيس نواف المقيرن.

نواف صفحة اتحادية تشبه المجد، فهو النجم القادم في سماء الاتحاد، فقد قبل المهمة ووافق على التحدي رغم أن المشهد كان واضحا للعيان وعجز عنه الجميع بكل مرارته وقسوته.

هدية معالي المستشار للاتحاد لا تساويها هدية ولا يقابلها دعم، فنواف المقيرن شخصية الرئيس الشجاع والشاب الذي سيدون المستقبل بأحرف من ذهب فقط هذا الرجل لا يفضّل الأجواء الفوضوية وهو ما كنا بحاجته؛ ولأن الاتحاد هو «الرابح الأكبر» فإن مرحلة الاختباء خلف الجماهير وممارسة الضغط والعمل لتشويش الأمل غير مقبول إطلاقا.

قد يكون المشجع الاتحادي عاش سنوات من التقاذفات الشرفية لكنني مقتنع أن المدرج قد اقتنع بأن ليس للاتحاد إلا معالي المستشار وإدارته الجديدة ومدرجه العريض فدعونا نغير ما تعلمناه في زمن الهروب من أجل الغالي والمحبوب.