أحمد السيد عطيف أثناء المحاضرة في غرفة تجارة جازان. (عكاظ)
أحمد السيد عطيف أثناء المحاضرة في غرفة تجارة جازان. (عكاظ)
-A +A
علي الرباعي (جازان) Al_ARobai@
أكد الباحث أحمد السيد عطيف أن المرأة السعودية حققت في عامين ما لم تحققه في عقود، إذ نجحت في إثبات ذاتها وتأكيد أهليتها وتفعيلها لدورها الشراكي، وعزا في محاضرة له عن (المرأة والمجتمع والتحولات) نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون في جازان على مسرح الغرفة التجارية ما تحقق لنصف المجتمع إلى قرار القيادة، كونها آمنت أن المجتمعات التقليدية لن تتحرك دون تدخل الحكومة، نظراً لوجود قوى ممانعة تتمثل في حزبيين يريدون دس أنوفهم في كل تحول مجتمعي ليكون بمقاييسهم، وعلى مواصفاتهم،

وآخرين من العوام القابلين للاستدراج بتخويفهم بالخطابات الصحوية على دينهم ومعتقدهم.


وأكد عطيف في ورقته أن الذين يعرفون ما قبل 79 يسهل عليهم أن يعرفوا معنى قول ولي العهد سنستعيد طبيعتنا واعتدالنا، لافتاً إلى أن وعي الشعوب يحررهم من الخوف والتبعية ولذا لا يتخذون موقفاً عدائياً من الجديد، مؤملاً أن لا نصبغ حوارنا بصبغة دينية منذ البدء،

بل نتحاور فيه من باب المصلحة الوطنية على اعتبار أننا كلنا مسلمون.

وأبدى تحفظه على الجملة المشهورة «لا تتكلموا بالوكالة عن المرأة»، وعدّها جملة فارغة كون المرأة والرجل كلاهما إنسان، وكلام أحدهما عن هموم وقضايا الآخر هو كلام عن نفسه هو، مشيراً إلى أن القرآن الكريم ضرب أمثلة للمؤمنين بنساء أمثال امرأة فرعون. و قصة ملكة سبأ وتصرفاتها وحكمتها، وامرأة العزيز، ولفت إلى أن التحول الأول عام 79م صادف تغييرات اقتصادية (الطفرة البترولية، القروض العقارية، والثورة الخمينية ومحاولات تصديرها، والحرب الأفغانية، والحرب العراقية الإيرانية، وحادثة جهيمان) ما أدى إلى تغييرات اجتماعية ترسخت بتغليف ثقافي ديني استمر حتى بعد انتهاء ظروف نشأته، وظل يتزايد ويزايد حتى وصل بنا إلى طرق ضيقة وبعضها مسدود، داخليا وخارجيا، وأفضى إلى عزلة بين مكونات المجتمع، بل بين أفراد العائلة الواحدة والأسرة الواحدة. وذهب إلى أن الملاءة المالية للدولة وللناس غطت كثيرا من العيوب والتشوهات الاجتماعية والثقافية في حين كانت المرأة معزولة عن كثير من مجالات العمل ومحرومة، باسم التدين، من حزمة من الحقوق الطبيعية، وجدد تأكيده على أن هذه الاختناقات أدت إلى تبني الدولة وبإرادة عليا إحداث تحول وطني شامل، لاستعادة الطبيعة الاجتماعية والتعددية الثقافية والاعتدال الديني، واستغلال موارد الوطن البشرية والطبيعية التي كانت معطلة. وحمّل عطيف محور الممانعة مسؤولية تأخرنا عن مواكبة التحولات، وعزا لجماعات الإسلام السياسي، معارضة طموح المجتمع والتأليب عليه، والتخويف منه، ويرى أنه يجب أن نكون يقظين لها لأنها تتكلم باسم ديننا (الإسلام) فيما لا يدرك العامة ظروف المرحلة وهم فئة يمكن تصحيح أفهامهم عن طريق التعليم.