-A +A
خالد سيف (جدة) ksaif@
على برميل بارود تقبع سلطة ملالي إيران في الوقت الذي تختمر فيه الاضطرابات منذرة بزلزال مدمر يضرب مفاصل الدولة الخمينية، حيث طفت على السطح صيحات الألم مع مطلع 2018.. وفي محاولة بائسة لتكميم الأفواه شرعت الدولة المارقة في حظر شبكات التواصل الاجتماعي.. وتشتيت الأصوات المعارضة، بتحويل الأنظار إلى الخارج وافتعال الأزمات، في محاولة لتصدير الثورة.. غير أن خروج أحد أركان النظام الفاسد وحامل الوصية الخمينية أخيراً.. مهدي كروبي صارخاً من نافذة إقامته الجبرية نذير بأن زلزالاً سياسياً قادماً على ولاية الفقيه الخمينية، ودليل قاطع على أن أحد شهود العصر أيقن أن ساعة الصفر اقتربت، وأن العقود الأربعة المظلمة شارفت على الانتهاء. حين وصف المشهد بالمروع والقاتم والمقفر. وبرهنت الأرقام الرسمية إن الملايين من الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر، وأن الوضع يزداد سوءاً ومأساوية.

ويعتبر هذا الوضع القاسي وثيقة يأس وانهيار تام.. وأن عمليات الترميم والمراوغة.. لم تفلح وأن الدولة المفلسة لم تعد قابلة للحياة.. بعدما استولى خامنئي بالتدريج على السلطة خلال الثلاثين عاما الماضية، وفرض سيطرته على قوات الأمن والقضاء ووسائل الإعلام والسياسة الخارجية والاقتصاد. وقاد الدولة الخمينية إلى تحقيق نتائج مدمرة.


وامتد السلوك المتخبط والعدواني والأنشطة المزعزعة للاستقرار إلى الخارج.. ليشكل تهديداً لدول الجوار والعالم، وأصبح التصدي لهذا المد السرطاني الخبيث وتحجيمه ضرورة ملحة، من قبل المجتمع الدولي.. ففي لبنان وسورية تواصل أذرعه طهران الخبيثة زرع بذور الفتنة، وتأجيج الصراع، وفي العراق لاتزال الدولة تعاني من أنشطة الإرهاب الخميني، وفي اليمن تغذي طهران الصراع، وتطلق صواريخ العدوان على أرض الحرمين.

مليارات الدولارات تصرفها دولة ولاية الفقيه على هذا التمدد والتدخلات في شؤون دول المنطقة، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب في الداخل من ويلات العقوبات الاقتصادية من جهة، ومن الهدر المالي على أنظمة التسلح وتغذية فرق الموت والميليشيات في الخارج؛ إذ أفرزت هذه المغامرات التخريبية رفضاً واسعاً في الشارع الإيراني، ظهر جلياً في الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية التي عمت شوارع إيران. والهتافات التي صدح بها المحتجون رافضين هذا النهج العدواني والتدخلات، ولعل أشهرها «لا غزة ولا لبنان أفدي روحي لإيران»، وشعار «انسحبوا من سورية وفكروا بنا». إلى جانب رفضهم للفساد الذي ينخر مفاصل الدولة.. الأمر الذي كشف حجم المعاناة.. ويؤكد على أن النظام بات على حافة الانهيار وأن الصورة البراقة المزعومة للمرشد الأعلى ورسوخ نظامه قد تم تمزيقها في الداخل، وأن القدسية المزعومة قد سقطت.. فقد حرقت صوره وأصبحت تداس بالأقدام جهاراً نهاراً احتجاجاً صريحاً ضد الفساد والقمع.. ومغامرات النظام التي اجتزت تكاليفها من قوت الشعب. كما رفع المحتجون شعاراً صريحاً ضد الخميني عنوانه «الموت للديكتاتور». والأمر تجاوز المطالب بالإصلاح، والتشكيك بقدرة النظام على قيادة البلاد إلى فقدان المصداقية في نظام تسيره ميليشيات «حرس ثوري»، دموي سلاحه القمع والعزلة محلياً ودولياً، لذلك لن تتأخر عملية ارتداد تصدير الثورة إلى الداخل الإيراني.. وموعدها قريب جدّاً.