-A +A
مي خالد
قلة من الوزراء يقابلون الناس بقلب مفتوح وذهن صافٍ ينوي تعديل الأخطاء وفهم مطالب الناس.

لكن الأغلبية لا تتواصل مع المواطنين بحجة أنهم ليسوا وزارة خدمية أو بحجة التهرب من الواسطات، وإن فعلها الوزير وتواصل مع الشعب يرافقه حاشيته وكاميراته وسجل الزيارة سواء كانت وجهته العاصمة أو إحدى المدن الكبيرة، تاركين الناس في القرى والهجر يصلون لحالة يرثى لها بينما يحاولون إيصال أصواتهم لمعالي الوزير.


هؤلاء الوزراء ينزلون إلى المجتمع، نعم ينزلون وليس يخرجون من مكاتبهم، لا يكون نزولهم مفاجئا من أجل الرقابة والإشراف على المؤسسات والمشاريع والقضاء على التأخر والفساد، بل ينزلون في جولة مصورة تم تحديثها وتطوير أدواتها، فلم تعد الصحافة والتلفزيون اللذان يرافقان الوزير في جولته فقط بل يرافقه في زياراته حاشيته وبعض المؤثرين -«المؤثرون: مصطلح جديد يدل على مشاهير سناب وتويتر المدفوع لهم مبلغ محترم إضافة إلى تذاكر الطيران والفنادق على حساب الوزارة»- ثم يعود الوزير بعد الجولة المصورة ويغلق باب مكتبه.

وفي الاحتفالات أو المناسبات والندوات لا يجلس معاليه غير في الصف الأمامي، بينما وزراء العالم الأول يتوسطون الناس في مقاعدهم ليروا كل الجهات ويتابعوا كل التفاصيل. الوزراء في العالم الأول لا يكادون يجلسون أساسا، بعكس وزيرنا الذي يجلس كالطالب النجيب في الصف الأول، لكنه نسي أن ليس كل من جلس في الصف الأول تفوق، بعضهم يجلس في الصف الأمامي بسبب ضعف نظره وبعضهم يرسب نهاية العام.

ولأن المواطن الذي نزل الوزير إليه يحمل هاتفا ذكيا فهو لا يهتم بحملة الإعلام الجديد التي رافقت معاليه، بل هو يصور خلسة أخلاق الوزير التي لا تظهر أمام الكاميرات وصراخه وتعابيره الجارحة. ولدينا في ذاكرتنا القريبة الكثير من المواقف التي صور فيها مواطن شجاع فشل إدارة الوزير للجموع البشرية مما عجل برحيل الوزير وإعفائه.. وبقاء كرامة المواطنين.

ما أهمية جولات الوزير في هذا الوقت تحديدا؟

إن التواصل بين الوزراء والناس يزيل سوء فهم المواطنين لبعض مشاريع الحكومة ورؤية 2030، وعدم التواصل يعني ترك المكان فارغا لأعداء المملكة في الداخل والخارج لتعبئة فراغ الوزارات التي لها دور إعلامي مهم، وتشويه سمعة هذه المشاريع.