-A +A
حمود أبو طالب
الآن، يمكن وصف الحالة الحوثية بالتالي: ميليشيا انقلابية على الشرعية بدعم مالي وعسكري واستخباراتي إيراني، وتراخٍ أممي واضح وكبير سهّل استمرار تهريب السلاح عبر ميناء الحديدة وغيره لتصل شحنات الصواريخ الباليستية إلى الحوثيين الذين يرسلونها بتصعيد متزايد إلى المملكة خلال الفترة الأخيرة استهدف أكثر من مدينة، وإمعانا في الاستفزاز والاستعراض أرسل الحوثيون طائرتي تجسس قبل أيام، وما داموا يحصلون على الدعم الإيراني عبر منافذ لا سيطرة عليها فسوف يستمرون في استهداف المملكة، بينما الحل السياسي يراوح مكانه أو يتراجع.

نحن إذاً إزاء وضع منفلت سياسيا لا مستفيد منه غير الميليشيا الحوثية التي وإن كانت صواريخها الإيرانية يتم تدميرها بكفاءة إلا أنها أمعنت في الجرأة والوقاحة والتطاول على المملكة بعدما زاد عدد صواريخها عن المئة وبدأت استخدام طائرات تجسس، ولا نعلم ماذا ستفعل لاحقا. ورغم الثقة في تمكن وكفاءة قوات الدفاع الجوي السعودي إلا أننا في النهاية نتعامل مع آلات وتقنية، فماذا لو حصل خلل ولو بنسبة ضئيلة جدا وسقط صاروخ على إحدى المدن أو انفجرت طائرة تجسس محملة بسلاح خطير، حتما ستحدث كارثة وذلك ما تتمناه إيران عبر الحوثيين.


لقد تحدثت المملكة في كل المحافل الدولية عن تهديد الحوثيين لأمنها وخطرهم المتزايد على شعبها، الكل يتفق معها في اتخاذ ما يكفل أمنها لكن لم يتم اتخاذ خطوة دولية جادة لتحجيم عبث هذه العصابة، وقبل البارحة صرح المتحدث الرسمي للتحالف بأن الحوثيين سيواجهون رداً مؤلماً وقاسياً إذا استمروا في استهداف أمن المملكة، وهذا هو بالضبط ما يجب أن يتم وبكل قوة وحسم وسرعة، فلا معنى لانتظار التعقل من عصابة همجية عميلة أحرقت اليمن وتريد نقل الحريق إلى وطننا تنفيذا لأوامر إيران. نحن لا نريد الاستمرار في عد الصواريخ فقط.