-A +A
عبده خال
أيام ونكون في فضاء شهر رمضان أعاده الله علينا من غير فقد (لا فاقدين ولا مفقودين)..

وفي هذا الشهر يقع الأسبوع 15 من أسابيع المدارس ويمثل نهاية السنة الدراسية، ومنذ أكثر من 20 عاما ووزارة التعليم تنشط هذه الأيام من أجل التأكيد على الطلاب بعدم الغياب والمواصلة الجادة لتحصيل العلمي (وهذا كلام إنشائي يستهلك الجهد والمال من غير فائدة ترجى) وحينما تعلن الوزارة عن وجود 7 إجراءات لتفادي غياب الطلاب، فإن هذه الإجراءات ما هي إلا قص ولصق، تتم إعادة نشر الإعلان والتواصي على تنفيذ تلك الإجراءات وتكون النتيجة أن الطلاب وأولياء الأمور قد أصروا على التغيب في الأسبوع الأخير من السنة الدراسية..


وإذا كان الجميع يعرف ويصادق على هذا الغياب سواء كانت الوزارة أو المعلمين أو الطلاب أو أولياء الأمور، فأين المشكلة الجوهرية التي تجعل الأسبوع الأخير خارج السنة الدراسية؟

الإجراءات المتخذة والتي تنص عليها وزارة التعليم مع نهاية كل فصل دراسي تحولت أوراقها وقراراتها إلى خانة المثل الشهير (بلها واشرب مويتها) وهو مثل يقوم بالتصريح الفج أن جميع الإجراءات لن تجدي..

هذا الحال أو هذا الإصرار على الغياب يقودنا إلى نتيجة واحدة ترسخت في أذهان الجميع أن المدرسة ليست فضاء جاذبا بل منفر، ولو كان جاذباً لما احتاجت الوزارة إلى إصدار الإجراءات وذكر العقوبات وإرسال الموجهين ومسك الطالب بالاختبارات الصورية والتهديد بنقص درجة الطالب المتغيب سواء في المادة ذاتها أو في المواظبة.. كلها إجراءات وعقوبات ولم تفكر الوزارة (طوال السنوات الماضية إلى الآن) أن التغيب بسبب البيئة التعليمية كمدرسة وكمنهج غير مؤهلين لاجتذاب الطلاب وجعلهم حريصين على الحضور وليسوا حريصين على الغياب.

ما زلت أقول إن وزارة التعليم كإدارة تعمل من خلف المكتب وعلى رأسها الهواء البارد المنبعث من المكيفات، وهي الصورة التي يتداولها المعلمون أثناء تلقيهم قرارات الوزارة، وبمعنى آخر أن إرسال القرارات يتم من غير معرفة بواقع التعليم على أرض الميدان، فالذي يحدث، ومن أعوام طويلة، انتظار ظهور أي سلوك تعليمي ليقوم المسؤول إداريا بإصدار قرار وكأنه أخلى مسؤوليته وحسب، بينما تغيب دراسة ذلك السلوك والحث لإيجاد حلول ملائمة.. ومن الآن أقول للوزارة سوف يغيب طلاب المدارس في الأسبوع الأخير رضيت أم غضبت.