-A +A
حمود أبو طالب
تزامنت قمة الظهران مع إجراء مناورات عسكرية مشتركة ضخمة، أي أن القرارات السياسية لقادة القمة رافقها جانب القوة العسكرية، فما الذي يمنع هذه الدول من أن تكون قوية مستقرة يحسب لها الآخرون ألف حساب قبل التفكير في التدخل في شؤونها أو الاعتداء على سيادتها أو العبث باستقرارها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما يحدث الآن في بعض الدول العربية التي أصبحت موطئ قدم الغرباء من كل مكان يعيثون فيها فسادا ويتحكمون في شؤونها ويقررون مصيرها.

ربما للمرة الأولى منذ وقت طويل تخرج قمة عربية بالشكل الذي خرجت به قمة الظهران، لن نبالغ في التفاؤل ولكن على الأقل استطاعت القمة خفض منسوب التشاؤم الكبير عندما أوحت لنا أنه بالإمكان إنجاز شيء إذا توفرت الإرادة. كانت كلمات القادة الذين تحدثوا ملامسةً للواقع العربي دون تهوين من سوئه، وكانت كلمة الملك سلمان على وجه الخصوص شرحاً موجزاً وواضحاً لكل ما يحدث وما يجب عمله إزاء هذه الأوضاع المتردية، التي لم تمنع من تأكيده على قضية القدس بتحويل مسمى القمة إلى «قمة القدس» والتصريح الواضح الشجاع باستنكار قرار الرئيس ترمب نقل السفارة الأمريكية إليها، وهنا يقطع الملك سلمان الطريق على كل المزايدين الذين ملأوا الفضاء العربي بالشعارات منذ عقود طويلة وأضروا القضية الفلسطينية أكثر من أعدائها التأريخيين.


وعندما جاء موضوع الأمن القومي العربي المشترك محوراً رئيسيا في قرارات القمة فلأنه لا يوجد الآن موضوع أهم منه، وهنا لا بد من الإشارة دون تردد إلى الدول العربية التي يحضر قادتها قمم التعاون والتضامن والمصير المشترك وهم يفتحون الأبواب لذوي الأطماع ويمنحونهم الأرض والتسهيلات ويتواطؤون معهم لتحقيق أطماعهم، لسنا بحاجة إلى تسميتهم لأنهم معروفون للجميع. هؤلاء على وجه الخصوص هم أخطر ما يكون علينا في الوقت الراهن، ولابد من مواجهتهم وتحييدهم إذا لزم الأمر، فلا هم أفادوا شعوبهم ولا كان الغير بمأمن من غدرهم.