-A +A
حسين شبكشي
من نافلة القول أن السعودية تعيش مرحلة جديدة ومختلفة، وأنها تخلع عباءة التشدد والتقوقع والخصوصية لتكون وبكل ثقة جزءا من المجتمع الدولي بكل جدارة وتفاعل في كافة المجالات والأصعدة. ويبدو جليا هذا الأمر وهذا التوجه في الكثير من السياسات والتشريعات المُسنَّة والمقدمة في الفترة الأخيرة.

ويزكي هذا الأمر بقوة الحراك السياسي المهم والمؤثر لأحاديث ولي العهد في وسائل الإعلام العالمية المختلفة وفي لقاءاته المتنوعة خلال جولاته المكوكية والتي عادة ما تترك أثرا لا يمكن إغفاله في ذهنيات من يحاورهم ويلقاهم.


هذا الانطباع الإيجابي ذخيرة عظيمة يجب حسن استثمارها واستغلالها بشكل مهني ومحترف.

والبديهي جدا أن تكون السفارات السعودية المنتشرة حول العالم إحدى أهم الواجهات الأولية التي من الممكن أن «تؤثر» في حراك إيجابي ليساهم في تعزيز الصورة الجديدة للسعودية.

وغير مفهوم أبداً عزوف الكوادر السعودية في سفاراتها حول العالم عن الظهور والتواصل الإعلامي والثقافي والاجتماعي في هذه الأيام، فهم لديهم أخيرا قصة جميلة تستحق أن تروى.

كانوا قديما في موقف المدافع المستمر، وأحيانا في موقف المدافع عن أشياء لا يمكن الدفاع عنها، ولكن اليوم الوضع مختلف جدا.

الدبلوماسية السعودية بحاجة أن تشمر عن سواعدها وتمنح المساحات الحرة لمن لديهم الكفاءة والقدرة على الإدلاء بدلوهم بثقة واقتدار وإقناع.

السعودية اليوم لديها القصة الأهم في «خلع» التطرف البغيض والانفتاح الطبيعي على العالم وإزالة التعقيدات عن حياة طبيعية حرم الناس منها لعقود طويلة من الزمن.

السفراء والملاحق المتخصصون، وكذلك القناصل في سفارات السعودية مطالبون بالتواصل بشكل مستمر مع الإعلام والمناسبات العامة لإبراز ما يحصل في السعودية؛ لأن هذه التطورات تهم أصدقاء السعودية حول العالم بشكل أساسي ولا شك، ولكن أن يكون التعاطي مع ما يحصل بشكل خجول ومتردد حتما لا يفيد ولا يساعد أبدا.

الخجل والهدوء الدبلوماسي السعودي في الخارج قد يكون مناسبا لحقبة من الزمن قد ولت، اليوم في فترة يحاول السعوديون إبراز رؤيتهم ورسالتهم الجديدة للعالم، الدبلوماسية السعودية في الخارج عليها عبء وحمل ومسؤولية غير بسيطة، فهي مطالبة بأن تكون الواجهة الأولى لهذه القيم الجديدة عبر تواصل شجاع لا ينقطع مع كافة المنابر المتاحة؛ لأن الصورة الذهنية القديمة عن السعودية لن تتغير إلا بالعمل الدؤوب لتغييرها، واجهة الدبلوماسية السعودية في الخارج هي أولى المحطات لذلك الأمر.

* كاتب سعودي