-A +A
صالح الفهيد
ما جرى في مشهدنا الرياضي منتصف ليلة أول أمس لم يكن عاديا.. بل كان زلزالا لا تزال هزاته الارتدادية تضرب في غير مكان.

محور الزلزال كان نادي الهلال بطل الدوري الذي تركزت عليه الأنظار.. تترقب وتتابع بحذر وقلق سيل الشائعات والتسريبات والهمسات التي تجري في الغرف المغلقة ولا يتسرب منها إلا القليل جدا.


ولم ينتظر الجمهور طويلا، حيث بدأت الأحداث بإعلان نجم الفريق ياسر القحطاني اعتزاله عبر فيديو قصير «صامت» حمل الرسالة بكل وضوح إلى جماهير الزعيم، علق قميصه الأزرق المرصع بالرقم 20 على الدولاب ووضع على كتف القميص شارة «الكبتنية» ثم أدار ظهره وغادر المكان سيرا على الأقدام، بل سيرا على الأحزان والآلام التي تداهم أي لاعب في مثل هذه الظروف.. ضج الجمهور الهلالي بالخبر، وبادر رجل المبادرات المستشار تركي آل الشيخ بالتكفل بحفل اعتزال القناص، لكن هذا الخبر سريعا ما تراجع من صدارة المشهد الهلالي بعد أن أعلن رئيس هيئة الرياضة استقالة رئيس النادي الأمير نواف بن سعد، وقبل أن يستوعب الجمهور هذا الخبر أعلن معالي المستشار تكليف نجم الهلال السابق سامي الجابر خلفا له في رئاسة الهلال، فنسي الجمهور الهلالي كل شيء بما في ذلك فرحته بالبطولة، كان زخم الأحداث قويا وربكا لهذا الجمهور، الذي راح يناقش قراري الاستقالة والتكليف منقسما على نفسه، رغم وجود غالبية واضحة تؤيد تكليف الجابر برئاسة النادي، وسريعا تلقى الجابر دعما قويا وصريحا وذا مغزى من المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني، الذي غرد منوها بسيرة سامي الجابر.

ودون الغوص أكثر في تفاصيل الزلزال الهلالي وارتداداته التي لا تزال مستمرة على مختلف الأصعدة، بداية بمجلس أعضاء الشرف وانتهاء بالفريق الكروي بالنادي مرورا بكل مكونات النادي. يمكن اعتبار خروج الأمير نواف بن سعد من رئاسة النادي وتكليف سامي الجابر هو الخطوة قبل الأخيرة لاكتمال خروج الأمراء من رئاسة الأندية الرياضية بشكل نهائي، حيث لم يتبق سوى رئيس النادي الأهلي الأمير تركي محمد العبدلله، الذي تؤكد الأخبار الموثوقة من داخل النادي أنه في طريقه للاستقالة خلال الفترة المقبلة، وأن خليفته لن يكون من الأمراء، وأن مساعد الزويهري هو الأوفر حظا لتسلم رئاسة النادي من جديد.. وبذلك يصبح كل رؤساء الأندية من المواطنين غير الأمراء لأول مرة في تاريخنا الرياضي، وهو مطلب طرح غير مرة في الإعلام الرياضي خلال السنوات الماضية، وهاهو قد أصبح حقيقة واقعة.