-A +A
عبدالله عمر خياط
.. أتذكر حين كنت تلميذاً صغيراً في المرحلة الابتدائية بمكة المكرمة أثناء ذهابي صباحاً إلى مدرستي كنت لا أخرج من البيت إلا وأنا نظيف الجسم والثياب وهذه كانت من شروط الالتحاق بالمدرسة، والفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى كان لوالدتي -عليها رحمة الله- التي كانت تتولى شؤوني في ذلك السن.

وكان في كل مدرسة من مدارس مكة المكرمة «عيادة طبية» ثابتة يوجد بها طبيب متخصص لعلاج التلاميذ، وهذه العيادات افتقدناها مع مرور السنوات في معظم المدارس، ولم يكن هناك التكدس الذي نراه هذه الأيام بين التلاميذ، فالفصل الواحد لا يزيد عن العشرين.


كما لا يفارق خيالي كنت أرى عند البوابة الرئيسية للمدرسة أستاذ العلوم الصحية وهو يقوم بتفتيش التلاميذ القادمين من منازلهم صباحاً ولا يسمح لأحد بالدخول إلا بعد التأكد من نظافته تماماً: ملابسه مكوية ومعطرة وشعره ممشط وأظافره قصيرة وحذاؤه لامع، ومن يخالف هذه العلامات يتم إيقافه وإعادته إلى بيته ويُمنع من دخول المدرسة.

فديننا الحنيف يوصي بأن يكون المسلم أنيقًا متجملاً في غير إسراف، والثوب الطيب دليل النظافة، قال الله تعالى بسورة المدثر: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}.

كما روي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً أشعث الرأس فقال: «أما يجد هذا ما يسكن به شعره» ورأى آخر عليه ثياب غير نظيفة فقال «أما يجد هذا ما يغسل به ثوبه».

وقد شدني لهذه المقدمة ما قرأته بصحيفة «عكاظ» يوم الاثنين 16 رجب 1439هـ بعنوان (الجرب يعلق الدراسة في منطقة مكة المكرمة) جاء فيه: «علقت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، الدراسة احترازيا لمدة يومين (في المدارس التي ظهرت فيها حالات الجرب، وفق ما نشرته «عكاظ»، وذلك لحين ظهور نتائج الحالات المشتبه بها. وبعد يوم من اعتراف التعليم بأن هناك حالات جرب في بعض المدارس، وتأكيدها على اتخاذ الإجراءات اللازمة، أعلنت في بيان لها أنها تابعت الحالات التي حدثت في مدرستين ابتدائيتين مسائيتين إحداهما بنين والأخرى بنات، إذ تم اتخاذ التدابير اللازمة بالتعاون مع المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة».

وجاء أيضاً في صحيفة «عكاظ» السبت 21 رجب 1439هـ خبر بعنوان (الجرب وصل الطائف) جاء فيه: «أن «صحة الطائف» أعلنت تسجيل حالتين مصابة بمرض الجرب، مؤكدة احتواء كافة المخالطين للحالات وتكثيف المعاينة للتجمعات التي ينتمي لها المصابين. وكانت الحالة الأولى لرجل في العقد الرابع من العمر محال من أحد المستشفيات العسكرية، أما الحالة الثانية فهي لطالبة في العاشرة من عمرها».

وحفاظاً على الصحة العامة، فإننا نرى بأن تقوم إدارات التعليم بمنطقة مكة المكرمة بتقديم موعد الاختبارات النهائية منعاً لتفشي هذا المرض المُعدي المشين.

حفظنا الله جميعاً من كل سوء.. ويا أمان الخائفين.

السطر الأخير:

درهم وقاية خير من قنطار علاج

* كاتب سعودي