-A +A
حمود أبو طالب
أمضيت عددا من الأيام خارج المملكة، في مصر تحديداً، ومباشرة بعد انتخاباتها الرئاسية التي انتهت ـ وبشكل طبيعي ـ بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بفترة رئاسية ثانية، وعندما أقول بشكل طبيعي فلأن مصر ليست بحاجة في هذه المرحلة الدقيقة إلى مفاجآت غير محسوبة، ليس لقلة المؤهلين الأكفاء القادرين فيها، ولكن لوجود خطر عظيم عليها ممن يخلطون الأوراق ويحيكون المكائد ويتربصون بأي ثغرة ينفذون منها لتسميم البلد وإعادتها إلى مرحلة اللا توازن التي كادت أن تنتهي بها إلى مصير مجهول لولا الله ثم شعبها الواعي وجيشها الوطني ووقوف الأشقاء المخلصين معها، والمملكة تحديدا؛ لأن مصر كانت تبحث في أزمتها عن الذين كانوا يتغنون بها ويتفننون في إظهار مشاعر حبها لكنها لم تجد منهم سوى التغافل، أو الغدر كأرذل خلق يمكن أن يستخدمه الإنسان ضد الإنسان، فكيف عندما يكون تجاه شعب كبير وعريق كالشعب المصري.

هذا جانب، والجانب الآخر هو حضور المملكة في الذاكرة المثقفة المصرية المتميزة بالوطنية والحب لمصر والمملكة والفخر بهذه العلاقة، وليس ذاكرة الفلول والخونة الذين ما فتئوا يطعنون خاصرة مصر ويحاولون بكل خسة تسميم علاقتها بالمملكة، لكنهم يفشلون في كل مرة، وبما أن الله نزع منهم الحياء والخجل والمروءة والوفاء فإنهم يعاودون أفعالهم الدنيئة، إنهم فلول الإخوان ولا أحد غيرهم، وطبعاً بدعم من تعرفونهم في دوحة الخيانة وأنقرة الحربائية والمراوغة والتدليس، وغيرهما من الوكلاء والعملاء.


لقد جمعتني أوقات طيبة ببعض المثقفين والإعلاميين المصريين فوجدت لديهم اعتزازاً شديداً بالخطوات التي تخطوها المملكة في طريق المستقبل، وبمواقفها القوية تجاه المتربصين بما تبقى ثابتا من الوطن العربي، والرؤية التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوجيهات خادم الحرمين الملك سلمان الذي سمعته ومعي بعض الزملاء خلال زيارته التأريخية لمصر وهو يقول بشعور نبيل: أنا أحب مصر.

لقد كان هناك إجماع على الدور الأخلاقي والوطني المهم للمثقفين من البلدين على دعم هذه العلاقة وتوطيدها وحمايتها من المندسين لتخريبها وتفنيد كل اللغط الذي يثيره الصغار حولها.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com