-A +A
فواز الشريف
الأهلي والهلال وما أدراك ما الأهلي والهلال؟.. ليلة تتحكم فيها كرة القدم بطريقة عجيبة ومدهشة وتقول كلمتها على طريقتها، ليلة ليست إلا للقلوب القوية التي تدرك بأن هذا التقاطع الصعب قدر الكبار وأن عشاق المستديرة المجنونة سيصفقون كثيرا لصاحب القلب الشجاع.

في كرة القدم هناك أمسيات يدونها التاريخ وتحتفظ بها الجغرافيا ويعتبرها الجمهور أم المباريات ولا تقبل القسمة على اثنين وقد لا تتكرر كثيرا في مواسم اللعبة وأمسية 7 أبريل واحدة منها.


وفي كرة القدم أيضا ليست الخسارة نهاية المطاف بل بداية لمشاوير جديدة فيها الكثير من التحديات وكذلك حال الفوز، فبمجرد تحقيقه تجد أصحابه يتطلعون لما بعده لأنها في كل عام تأتي وفي كل موسم مسابقة أخرى.

أعرف أن جمهور الاتحاد يتمنى فوز الهلال كما هو الحال بالنسبة لجمهور النصر مع الأهلي، وهو حق مشاع لكافة الجماهير، لكن ذلك لا يغير أن موعد المباراة قد اقترب وليس أمام عشاق المعنيين بالحدث إلا الحضور والمساندة والتشجيع واستثمار الحدث بطرق إيجابية تدعم فيها فريقهم وتسهم في تشكيل صورة حضارية لما وصلت له رياضة الوطن وحضارة جماهيره لأننا في النهاية شركاء لهذا المجد الذي يتحقق.

لقد أشبع حراس الأندية هذه الموقعة بالكثير من الأطروحات بعض منها، أقول بعض، ربما يكون مقبولا لكن إجمالا المباراة أشبعت طرحا ولم أستمع لرؤية فنية واحدة تعطينا صورة تقريبية لما ستكون عليه المباراة خاصة والوسط الرياضي لا يتقبل طرحك إلا إذا أدرك بأنك أحد الحراس الذين أعنيهم.

فنيا وبشكل مختصر أعتقد أن الفريق الهلالي يجب أن يكون متحفظا بساتر دفاعي، فلديه نقطة في اليد، والأهلي يجب ألا يندفع بحجة كسر فارق النقطة ويكون صبورا، فالنتائج تحدث أحيانا من الأخطاء.

هذه المواجهة تعكس واقع كرة القدم السعودي الجميل فلن تكون مهمة للأهلي ما لم يكن فيها الهلال، وذات الأمر بالنسبة للهلال ما لم يكن منافسه الأهلي.

كل الأمنيات بليلة يدهشنا الأداء ويشبع رغباتنا.