-A +A
سعيد السريحي
لا يليق بنا أبدا أن تسعى بنا قدم نحو العالم الأول وقدم لا تزال تتعثر في وحل عالم كأنما لم تمر به تنمية ولم يعرف تطورا ولم يشهد تقدما، لا يليق بنا أن تقودنا رؤية ٢٠٣٠ نحو آفاق لم نكن نحلم بها ولم تكن تمر على بال آبائنا بينما نحن لا نزال مشدودين إلى مشكلات وقضايا عانى منها أجدادنا وظن آباؤنا أنها ذهبت مع ما ذهب من مظاهر الضعف والتخلف التي كنا نعاني منها.

لا يليق بنا والعالم يقف احتراما ودهشة مما تشهده المملكة من تغيير على كافة المستويات وفي مختلف الأصعدة أن يقرأ العالم نفسه أن طلابا في مدارسنا يعانون من انتشار الجرب في بعض تلك المدارس وأن الأهالي يشتكون من أن تكدس الطلبة في الفصول وضيق مباني المدارس المستأجرة يقفان وراء انتشار الجرب.


لا يليق بنا ونحن نراهن على مستقبل يضعنا على قدم المساواة مع شعوب ودول العالم المتقدم أن تطالعنا الصحف يوما إثر يوم بأخبار وفيات وإصابات بسبب أنفلونزا الطيور وحمى الضنك وغيرهما من الأوبئة التي كلما ظننا أننا قد قضينا عليها أطلت علينا لتحصد مزيدا من الضحايا والإصابات.

لا يليق بنا ونحن نبني مدنا حديثة تتباهى بأبراجها وساحاتها وشواطئها أن تبقى كثير من أحياء تلك المدن عائمة على بحيرات الصرف الصحي وأن تبقى الصهاريج الصفراء علامة فارقة تجوب شوارعنا حاملة مخلفاتنا وأن تبقى شوارعنا طافحة بما عجزت تلك الصهاريج الصفراء عن حمله من المخلفات.

لا يليق بنا ونحن نستشرف رؤية طموحة تحملنا إلى المستقبل أن تتعثر خطواتنا في بقايا فشل عجزت الخطط السابقة عن تجاوزه، ولذلك كله فإننا أحوج ما نكون إلى حملة لتطهير مدارسنا ومدننا وشوارعنا ومشاريعنا من بقايا ذلك الفشل كي نضع أقدامنا على أساس راسخ لا نبدو فيه كمن يسابق في مارثون التنمية بساقين موشومتين بالجرب.