-A +A
سعيد السريحي
يقدم ملتقى ابن المقرب الثقافي في المنطقة الشرقية أنموذجا لما ينبغي أن تكون عليه مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني في التنمية الثقافية، وذلك يعود لأمرين يتصل أولهما بطبيعة تكوينه ويتصل الآخر بطبيعة نشاطه، ذلك أن الملتقى الذي يستمد اسمه من اسم شاعر الأحساء المعروف ابن المقرب العيوني إنما يفعل ذلك لكي يتنزه عما درجت عليه مراكز وصوالين تحمل أسماء أصحابها مما يجعلها مظنة لطلب الشهرة والوجاهة، واختيار من أسسوا ملتقى ابن المقرب اسما لشخصية تاريخية مكنه من أن يكون ممثلا للمنطقة التي تنتمي إليها تلك الشخصية ولأبناء تلك المنطقة مما جعله أنموذجا للعمل الجماعي المؤسساتي يتفانى الجميع لكى يكون نجاح ما يقدمه من أعمال نجاحا للمنطقة وأهلها.

ذلك أحد الأمرين، أما الأمر الآخر فيتصل بطبيعة النشاط الذي يمارسه الملتقى، فهو إذ يشمل النشاط المنبري والنشر فإنه يتجاوز ذلك بحرصه على التواصل مع المؤسسات الثقافية داخل المملكة وخارج المملكة سواء تمثل ذلك في الفعاليات المشتركة أو في الزيارات المتبادلة، إضافة إلى حرصه على استضافة شخصيات ثقافية اعتبارية للقاء يجمع بينها وبين أعضاء الملتقى أو بالقيام بزيارات لتلك الشخصيات تأخذ طابعا ثقافيا وإنسانيا في آن واحد.


ذلك هو ما يجعل من ملتقى ابن المقرب أنموذجا لمشاركة المجتمع المدني في التنمية الثقافية وهي مشاركة ترتقي عما هو حاصل الآن حين تكاد تكون نوعا من «المقاولة من الباطن» لا تتجاوز أن تكون مساعدة ودعما للمؤسسات الثقافية الحكومية، بل لعل من شأن هذا الملتقى أن يكون أنموذجا تقتدي به المؤسسات الثقافية الرسمية فيما تتسم به نشاطاته من شمول يلتقي فيه العمل الثقافي بالاجتماعي والإنساني.