-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
يبقى الوفاء والصدق في الإنسان الوفي الصادق من خلال تربيته وتوجهه الفكري والأخلاقي قائما معه ومستمرا حتى مفارقته الحياة، هكذا تعلمنا، لمست هذا الوفاء والصدق في أبناء مهبط رأسي، وقد يقول قائل لا يحق لك أن تمدح أو تثني على أبناء جلدتك، ولكن ما رأيكم بعد مضي السنوات السريعة التي انقضت من حياتنا، وبالرغم من تعكر الحياة وثقل الأعباء، بعد أن أصبحنا آباء وربما أجدادا، يهتف الوفاء والمحبة والإخاء لزملاء وأصدقاء وقرناء وأخوة عشنا معهم جل حياتنا، فتشكلت جميع الصفات الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية من هؤلاء الذين لم يفارقوني في سيرة حياتي كلها، وإن لم أرهم بشكل يومي أو شهري أو سنوي، فردا فردا هتفوا أن يلتقوا ويعيدوا ذكرياتنا الخالدة التي اتسمت بالمحبة والروح الطيبة والرفقة الصالحة، كنا صغارا، ثم شبابا نلعب ونسامر ونتمازح، ليس بيننا عصبية قبلية أو تمييز لأحد عن الآخر، كلنا أبناء رجل واحد، نجزع لجزع أحدنا، ونفرح لفرح أحدنا، يصيبنا الألم بفراق من يفارقنا، ونعمل المناسبات والأفراح لمن نفتقده أياما ويعود، وبعد هذه السنوات الطويلة والفرقة، التي حتمت علينا بحكم أعمالنا ومصالح بعضنا لم ينته بنا هذا الوفاء، فدعوة هذه الليلة للالتقاء بجميع أبناء مدينة عفيف والالتقاء بهم، وإعادة الذكريات الحلوة الجميلة، هي من أجمل المناسبات، لأنها تعبر عن عمق المحبة والوفاء والإخاء والبعد عن المصالح الشخصية، فعفيف ضمت أطيافا وشبابا ورجالا من جميع الأجناس، فكلهم رجل واحد وإخوة متحابون متصافون، فشكري الجزيل لمن جمعنا وفكر بهذه الفكرة الطيبة، ولو أن ليس هناك وفاء وإخلاص لما حضر الجميع، فحفظ الله وطننا من كل مكروه وولاة أمره وأبناء مدننا الغالية.