-A +A
فواز الشريف
  في كل زمان ومكان يعود الحديث حول أسطورة كرة القدم في بلادي ماجد عبدالله، وكلما عاد الحديث عن هذه الشجرة الخضراء تعود الشواهد والقرائن لتضربهم بالقاضية، فماجد خارج إطار المقارنة مثله مثل عمالقة العالم.  تمثال ماجد عبدالله الراسخ الشامخ في قلوب الناس يشبه ثروات الآثار الدالة على أجمل البدايات وعمق التاريخ، ولا يقبل تقييمها من قبل أرباع الأذكياء وأنصاف الشطار.. فهو في النهاية أنشودة جميلة يرددها الكبار للكبار.. حتى مطلع النهار.  ولأن كرة القدم مثلها مثل الفلسفة علم قائم وأدب خالد، فإن ماجد عبدالله في جوانب كرة القدم يعد كذلك، ففي كل مرحلة زمنية هناك من يمر على عبقريته ليستدل بها على واقعه فيعود أدراجه مهزوما، فهذا النجم  له مداراته الخاصة والثابتة في الطرح والاستدلال ومدخل لأجمل ذكرياتنا، وهي ذكرياتنا الخالدة التي لا نسمح لأحد العبث بها.  ماجد بالنسبة للأسطورة حكاية لحالات إعجازية حدثت في زمن ما في كرة القدم خاصة، يعتقدها البعض خيالية لأن قدرتهم على الاستيعاب لا تحتملهم يتصورونها بالمطلق كما لا يتصور البعض حدوث معجزات خارقة للعادة أو للطبيعة أو يُؤْمِن بوجود مخلوقات فضائية وهو خلاف قائم حتى اليوم وحتى الغد، ونحن لا نلوم أحدا على ذلك فالناس على طبيعة الحال يتفاوتون في قدراتهم الذهنية وأيضاً في إرادتهم للاقتناع والفهم. «قال أحدهم والجدليون كثر ماجد لم يشارك في رحلة تصفيات أول وصول مونديالي كهداف أو صاحب رقم فارق عن البقية ؟.. قلت له لماذا حملوه نجوم المنتخب على الأكتاف ليلة التأهل؟».  هناك لحظات لشواهد لا يمكن للرقم أن يعبر عنها كما تعبر المفردة، فالهدف أمام الصين مثلا الذي تجاوز به الحارس كان بمقدوره أن يصوبها كما يصوبها بقية المهاجمين وبالذات لمهاجم يدرك أن منتخب بلده لا يزال خارج حظوظ الفوز ببطولة قارية كهذه البطولة إلا أنه وضع بصمة سيخلدها الزمن كلما أتى الحديث عليها وقفزت من أجله الأجيال رغم أنه في لغة الأرقام مجرد واحد.  ماجد عبدالله أسطورة، خرافة، معجزة، حقيقة، سمها ما شئت حتما يمثل في كرة القدم السعودية ما يمثله بيليه في البرازيل حين أجمع الناس على حبه أيضا في زمن ما كانت فيه كرة القدم وليدة الحب ناهيك عن الإرث الذي حققه مع بقية اللاعبين الذين حملوه على الأكتاف وواصلوا مشاوير المجد من بعده، ولقد أثقل ماجد عبدالله أكتاف الكثيرين حتى يومنا هذا.