-A +A
سعيد السريحي
زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليست مجرد زيارة زعيم يلتقي بزعيم، وإنما هي زيارة بلد يلتقي ببلد، ولهذا اتسمت هذه الزيارة بأمرين: أولهما طول الفترة الزمنية التي قضاها وما زال يقضيها سموه في الولايات المتحدة الأمريكية، وثانيهما تعدد الأماكن التي اشتملت عليها تلك الزيارة، فلم تكن قاصرة على العاصمة، فضلا عن أن تكون قاصرة على البيت الأبيض، بل شملت عدة مدن وولايات أمريكية.

الزيارة التي بدأت في يومها الأول بلقاء بين الزعيمين، أكد فيه كلاهما حرصهما على دعم الشراكة الإستراتيجية بين البلدين على كافة المستويات وفي مختلف المجالات، كما أكدا على مراعاة المصالح المشتركة بين البلدين والتي من شأنها أن تجعل منهما حليفين إستراتيجيين في مواجهة كل خطر يمكن له أن يتهدد هذه المصالح، وعلى رأس ذلك التدخلات الإيرانية وتعاظم نفوذها وأطماعها في المنطقة.


وانطلاقا من هذا التأسيس على العلاقات الإستراتيجية والمصالح المشتركة وتفعيلا لما يدعمها من اتفاقات جاءت الخطوات التالية التي مضت عليها رحلة سمو ولي العهد، لتشتمل على لقاءات مع قيادات أمريكية في مختلف المجالات والاهتمامات، بدءا من القيادات السياسية والعسكرية وانتهاء بالقيادات العلمية والثقافية والاقتصادية، وكانت ثمرة كل لقاء اتفاقات تصب في مصلحة البلدين وتشكل الدعم الأساسي لوضع رؤية 2030 موضع التنفيذ.

الزيارة كانت استثمارا لعلاقات صداقة تاريخية بين البلدين، كما كانت تأسيسا لعلاقات مستقبلية من شأنها أن تجعل من كلا البلدين الحليف الأولى بالرعاية والاهتمام على صعيد التنمية وعلى صعيد مواجهة التحديات كذلك.