-A +A
علي محمد الرابغي
تردد في هذه الأيام بين السعوديين في داخل المملكة وخارجها.. عبر الواتساب فيديو يعكس صورة استهدفت العلاقات السعودية التركية من خلال سوء المعاملة من الجانب التركي وخاصة في الأماكن التي كثيرا ما يرتادها السعوديون.. يعرض الواتساب وبالكاميرا حادثة مؤسفة تعرض فيها سعودي ظهر من خلال الفيديو وفرد يسحب من على رأسه العقال ويهينه ويلحق به الأذى.. وتلك صورة جفل السعوديون وخاصة أولئك الذين يرتادون تركيا الشقيقة.. ولا شك أن فبركة الموضوع واضحة.

السفير السعودي ينفي ويثبت:


ويوم الأحد الماضي أجريت اتصالا هاتفيا بالصديق وليد عبدالكريم الخريجي السفير السعودي في أنقرة.. رغم أن هذا اليوم على روزنامة التقويم يوم إجازة الأسبوع الرسمية.. إلا أن معاليه أخذ في دقائق يتقصى عن الموضوع.. وقال هذا الموضوع لم يمر على السفارة ودعني اتقصى الحقيقة من القنصلية.. ثم ما لبث أن جاءني رد معاليه وبسرعة بأن هذه الحادثة مفبركة وبأنها وقعت في أربيل العراق.. ولكن الذين يعيشون وسط الفراغ وعلى رصيف الحياة عاطلون افتعلوا ذلك السيناريو.. وفي الوقت ذاته أكد معاليه أن تركيا الشقيقة دولة صديقة ذات وزن وعلاقتها مع السعودية علاقة مبنية على الاحترام المتبادل والأمور تمضي قدما حسب ما يخطط لها من الجانبين تحت مظلة التعاون في شتى المجالات ومراعاة المصلحة العامة على مستوى الحكومات وعلى مستوى الأفراد.. وقد نفى معاليه هذه الحادثة جملة وتفصيلا.. ولم يكتف بذلك فقط وإنما أكدها من خلال مصادره وكيف أنها من أربيل العراق حيث الأكراد وهي مختلقة ومفتعلة.. علقت على حساب العلاقات التركية السعودية.

أحسب أن سرعة التجاوب والحضور من جانب معالي السفير وليد الخريجي تحسب لمعاليه.. والذي كثيرا من المناسبات ما أكدت مدى وعيه وإدراكه لمهمته ولشرف تمثيل بلاده في هذا البلد الهام وخلال فترته القصيرة التي لم تزد على سنة وأشهر.. استطاع معاليه أن يكون سفيرا حقا يقدر شرف المسؤولية.. وله من المواقف ما تعزز مكانته وخاصة بين المسؤولين الأتراك.. والجماهير التركية وخاصة من يقصدون أداء مناسك العمرة.. ومما يحسب لمعاليه حفاوته لتنقية العلاقة من كل الشوائب والتلبية الفورية لكل ما يحتاجه السعودي من بيته في تركيا السفارة السعودية.. وأحسب أن تلك هي مهمة السفير الناجح الذي يعمل دائما على أن يخدم وظيفته من خلال احترام السعوديين وإشعارهم بأن السفارة هي بيتهم في تركيا.

السفير وليد الخريجي:

كان مخضرما، إذ شغل مدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق حتى تعيينه وزيرا للزراعة.. ثم مدير عام الزراعة والمياه بمنطقة مكة المكرمة.. ثم سفيرا لخادم الحرمين الشريفين لدى مملكة هولندا، والمندوب الدائم للمملكة لدى منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.. ثم ممثل المملكة في مجلس الحبوب الدولي، وانتخب نائبا لرئيس مجلس الحبوب العالمي.. رئيس وفد المملكة إلى اجتماعات محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي

والكثير والكثير من المناصب الأخرى.. تلك في يقيني مقومات ترفع من جاهزيته بأن يكون أهلا للمسؤولية.. وليكون عينة للشباب السعودي المخلص ليمثل بلاده في هذا السلك.. السلك الدبلوماسي في صدق ونزاهة وأمانة.. مما جعله محل احترام وحفاوة كثير من مواطنيه.. وفقه الله.. وهكذا في ظني يكون السفير سفيرا.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

* كاتب سعودي

alialrabghi9@gmail.com