-A +A
سعيد السريحي
إذا كانت وزارة التعليم قد أعلنت عن حملة تتصدى بها للفكر المتطرف، الذي بثته جماعة الإخوان المسلمين وأتباع الصحوة، فإن الوزارة بحاجة إلى حملات أكثر صلابة وقوة وحزما تتصدى بها للضعف المستشري في التعليم والذي تكشف عنه اختبارات القياس والتحصيل كما تكشف عنه اختبارات الأداء لكثير من خريجي الجامعات، وقد كان بعضنا يعتقد أن ذلك الضعف أمر خاص بخريجي العلوم الإنسانية، نظرا لضعف مناهجها وكذلك استقطابها للطلاب الذين لاتؤهلهم معدلاتهم للالتحاق بالتخصصات العلمية، كالطب والهندسة، غير أن التقرير الذي نشرته صحيفة «المدينة» يوم أمس، كشف عن أن هذا الضعف عام وشامل لم ينجُ منه خريجو كليات علمية تنعقد عليها حياة المواطن وموته، فقد جاء في ذلك التقرير أن الاختبارات المهنية التي تجريها هيئة التخصصات الطبية كشفت عن تدني مستوى خريجي كليات الطب وطب الأسنان والتمريض، وأن تدني المستوى شمل خريجي الجامعات الحكومية والأهلية.

وإذا كان ذلك كذلك فإن من المتوجب على وزارة التعليم أن تبحث عن جينات الضعف التي أصابت بتدني المستوى كافة التخصصات ولم ينج منها خريجو الجامعات، أهلية وحكومية، تلك الجينات التي تعود إلى مراحل التعليم الأولى والتي تحولت إلى مزارع لتفريخ الضعف، الذي لا حيلة للجامعات ولا طاقة لها بعلاجه، فانعكس على مخرجات التعليم جميعها.


تعليمنا وبالأخص في مراحله الأولى بحاجة إلى عملية إنقاذ تعيد إليه ما فقده من تأسيس الطلاب والطالبات على الجد والاجتهاد ومعرفة قيمة النجاح ومعاناة حرقة الفشل، وإذا لم تفعل الوزارة ذلك فلن تفلح الجامعات في إصلاح ما يفسده التعليم العام.

Suraihi@gmail.com