-A +A
عبده خال
ثمة أخبار تفضح الواقع الذي نعيشه..

حملت صحيفة «عكاظ» خبرا أن السلطات الأسترالية هبت هبة واحدة لاستدعاء الأشخاص الذين تناولوا وجبات غذائية في أحد المطاعم مع تحديد الفترة الزمنية التي كانوا متواجدين فيها في ذلك المطعم بمدينة ملبورن، طالبين منهم ضرورة المراجعة لفحص أعراض التهاب الكبد الوبائي (A)، والحصول على مصل مجاني والرعاية الطبية الشاملة في حالة الإصابة بالمرض، ذلك بعد أن تم تشخيص الحالة الصحية لأحد العاملين بالمطعم وتأكدت إصابته به.


هو خبر قصير إلا أنه يفتح العين على اتساعها، ألا يعد هذا الخبر فاضحا وكاشفا لما يحدث لدينا من إهمال مريع في جوانب مختلفة تتعلق بالمطاعم ومسؤولية الأمانة وبوزارة الصحة؟

حسنا، هل لدينا عيون كي نفتحها على اتساعها؟

ليس خافيا أننا أصبحنا نعيش في الشارع أكلا وشربا..

وليس خافيا أن البلد متخمة بالعمال المنشغلين بتزويد بطوننا بكل ما لذ وطاب..

وليس خافيا أن البلد متسعة وأن من يزودنا بالأكل والشرب يصل تعدادهم للملايين..

وليس خافيا أن جميع الجهات المعنية بمراقبة هذه المطاعم يعتري دورها القصور...

وليس خافيا انعدام التنسيق بين الجهات المختلفة المسؤولة عن غذائنا..

وليس خافيا أن الجهات المسؤولة تحل مثل هذه (المصيبة) بالكتمان.. وكثر الله خيرها لو أغلقت المكان وتنسيق من يحمل المرض قبل انتقال العدوى..

وليس خافيا أن وزارة الصحة مختنقة بمراجعيها وليس لديها الوقت لمتابعة عامل مصاب بأي عدوى لكي تحمي أفراد المجتمع من عامل حمل مرض الكبد الوبائي أو سواه..

وليس لدى وزارة الصحة الوقت لكي تعلن عن وجود أمصال لمرض الكبد الوبائي لكي تقول للمواطنين: أي أحد منكم مصاب، فليأتنا وسوف نقوم بعلاجه ورعايته رعاية شاملة..

إذا تحركت قارة أستراليا من أجل حماية بلدها من مصاب واحد.. فكيف لا يتحرك مسؤول واحد لحماية مدينة كالرياض أو جدة حماية لسكانها من مرض معد وجد أن عاملا يحمله في مطعم واحد..

خبر صغير يفضح أداء الجهات المسؤولة عن كل ما يدخل إلى بطوننا.. إذ إن العيون مغلقة فليس هناك عين متسعة ولا عين تظهر احمرارها لكل ما هو حادث في مطاعم البلد.. وللأسف فكل مطاعمنا بها قنبلة يوميا هي في حالة انفجار!

Abdookhal2@yahoo.com