-A +A
أريج الجهني
في عام ١٩٩٠ كتب المفكر التربوي الأمريكي إرنست بوير تقريرا حول تقييم برامج المنح الدراسية والتي توازي برامج الابتعاث لدينا والشهير بنموذج بوير للمنح، حيث ركز على أهمية شمول أي منحة دراسية 4 أركان رئيسية وهي: الاكتشاف والتطبيق والتكامل والتعلم، بحيث يصبح المتعلم في حالة من الاندماج بين ما يتعلمه والمجتمعات التي يعيش بها، وبوير رائد من رواد التعليم الأمريكي حيث شغل العديد من المناصب التعليمية من رئاسة تعليم إلى مستشار لرؤساء أمريكا، وكرس حياته للإصلاح التربوي وقدم تقارير مفصلية في تاريخ التعليم.

لو أردنا قراءة أداء الملحقيات الثقافية في ضوء نموذجه، لوجدنا أن من أهم الأمور التي تساند الطلبة هو الانتظام بسداد الرسوم الدراسية بشكل ملائم، كذلك تطبيق سفير الذي يكفيك عناء التردد للملحقية غالبا إلا في حالات نادرة، لكن أين يحدث الخلل في برامج الابتعاث الخارجي؟ الملاحظ أن عموم الملحقيات تكتفي بالتركيز على الجوانب المادية والأكاديمية لكن تبقى التأثيرات الثقافية المنشودة ضئيلة جدا أمام حجم الاستثمارات بها.


حيث يعزف الكثير من الطلبة بسبب الضغوطات الأكاديمية والمعيشية عن التفاعل الثقافي المباشر، وأقصد من خلال العيش مع الأسر الأجنبية أو البرامج الثقافية التبادلية، فالجانب الاستكشافي يحتاج دعما وتمكينا نفسيا وثقافيا قبل إرسالهم.

أما الجانب المقلق التطبيقي، عندما يستخدم بعض الطلبة عن جهل مصطلحات أو يوظفون معلومات في أبحاثهم قد تضرهم، أو تضر الوطن، حيث تتعجب من تكرار المصطلح والمفردات الإخونجية والتي تتعارض مع مجمل خطابات عادل الجبير التي يحارب ليثبتها للعالم كذلك تكرار مصطلح «الوهابية» لوصف الحركات الدينية دون تفكير برأي المتلقي وخطورة توثيق بعض الخطابات للقارئ غير العربي.

التكامل والتعلم أركان رئيسية فمهما كان اهتمام الملحقيات بعمليات التعلم يبقى تحقيق التكامل المعرفي والثقافي مهمة تقع على عاتقنا جميعا، وأعتبر أننا جميعنا مقصرون في مواجهة الخطابات الخارجية كأكاديميين وجامعات والمنظومة التعليمية والإعلامية، وليكن هناك جائزة طلابية سنوية للطلبة ذوي التأثير المعرفي والإعلامي في مقر بعثتهم وتحفيز الطلبة للحديث عن الوطن ورسم صورة ذهنية مشرقة خضراء كما نحبها ونراها نحن.

areejruba@