-A +A
حمود أبو طالب
‏«دائماً كان الحل في الرياض عندما كانت الرياض لا تحتاج لبيان مزور باسم أمير قطر حتى تقول رأيها وتبدي غضبها الذي كان دائما يؤخذ في الاعتبار، فأهلا بالرياض وبحل الرياض متى ما كانت الرياض المعهودة لكل دول المجلس بعيدا عن المهاترات والصغائر. ما زال لدينا أمل في ذلك».

بهذه التغريدة أشعل حمد بن جاسم بن جبر تويتر مساء الجمعة ردوداً عليه من كل مكان لتفنيد تزويره الظاهر الفاضح للحقيقة التي يعرفها العالم كله، وهو نفسه قد اعترف ببعض تفاصيلها، وإذا أخذنا كلام حمد بمعناه المباشر وشكله الظاهر فإن تفسيره يشير إلى أن قطر ما زالت تعاني حالة الغطرسة والإنكار والاستخفاف بأفهام الناس، أو «الاستهبال»، وهذا ما سوف يزيد معاناتها ويقطع وشائجها مع كل من حولها، وأما إذا قرأنا التغريدة بطريقة أخرى فلربما نستشف أنه يحاول تمرير رسالة غير مباشرة إلى الرياض بأن قطر خسرت رهاناتها وتيقنت أن الحل لا يوجد في مكان آخر غير الرياض، لكنها باختيارها حمد بن جاسم لهذه المهمة تكون قد اختارت الشخص غير المناسب عطفاً على كونه أكبر معول لهدم علاقات الدوحة بالرياض وبقية الدول التي قاطعتها، ومع ذلك يمكننا أن نقول له:


يا حمد بن جاسم الرياض لا تعرف المهاترات والصغائر لأنها كبيرة دائما وأنت تعرف ذلك جيداً، وتعرف كم سكتت وكظمت الغيظ وسامحت وتسامحت وحفظت ماء وجه النظام القطري حرصاً منها على علاقتها بالشعب القطري الشقيق، وفي سبيل ذلك تجاوزت مرات عديدة عن جرائم يندى لها الجبين، لكنكم تماديتم بإصرار ورعونة على الاستمرار في مخطط عبثي دنيء للإضرار بها، وعندما انكشف المخطط اعتذرتم أكثر من مرة وتعهدتم بالتوقف عنه، لكنكم نكثتم العهد ومارستم الغدر بأبشع وأخس الوسائل.

الحل يا حمد في الرياض فعلاً ولن يكون في مكان آخر غير الرياض. لن تكون طهران أو أنقرة أو حتى واشنطن بديلا عن الرياض أبدا وكل الأدلة والشواهد تثبت ذلك، والرياض حريصة على الحل لكنها تريد حلاً نهائيا ينتشل قطر الشقيقة من الخزي الذي تمرغت فيه والسقوط الأخلاقي الذي أصبح وصمة لها بسبب سياساتك أنت وحمد الآخر.

إذا كنتم يا حمد تشعرون صدقاً بأنكم تريدون حلاً نهائيا فعليكم المجيء إلى الرياض بعد أن تتطهروا من ذنوبكم السابقة وتلتزموا للمرة الأخيرة التزاماً صادقاً حقيقياً بعدم العودة لها، وأما إذا كان كلامك مناورة جديدة فتأكد أن الرياض لن تعيرها اهتماما وأنتم وحدكم الخاسرون.