-A +A
ياسر محمد عبده يماني
يا أحب الناس، يا نبع العطف والحنان، يا من حملتِ وتحمّلتِ، وأنجبتِ واعتنيتِ، ورعيتِ ورضعتِ.. من فؤادك أمتد شريان الحياة لنا، وبذلتِ الغالي والنفيس، وضحيتِ بالراحة وبالوقت وجميع المتع، حتى نحيا وندب على الأرض، وكان لك الفضل فيما نحن فيه بتوفيق الله لك، وكنتِ وما زلتِ تضطلعين بشؤوننا حتى بعد أن أشتد العود، وأصبحنا بدورنا آباء، فتظل عيناك تحرس الذاهب والغادي، وتتابع الشؤون للأبناء والأحفاد، وتشاركهم همومهم، وتحمل أحمالهم وأثقالهم.

وكم كان قلبك ولا يزال سكنا لنا في الأزمات، وكنت الملجأ والنصرة، بلا عتاب ولا حساب.. حبٌ مبذول جبلك الله عليه، وكنت مصدراً للحياة، وشمسنا التي تنير وترشد وتمدنا بالقوة والجلد.. نعم.. «أمك، ثم أمك، ثم أمك»، وأني والله لأخجل أن أحييك في عيد الأمومة، فالأم مزار للأرواح، وحقها لا يكون في يوم، ولا أيام، وإنما يجب أن نسعى في رضاها وأداء حقها طول العمر، لعلنا نبلغ شيئاً يرضيها.


وصدق سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عندما سأله رجل فيما إذا كان بعمله قد أدى حق أمه فأعلنها مدوية: «ولا بزفرة واحدة».

فإن كنت لا أجزيكِ يا غالية، فأسأل الله أن يعطيك خير ما أعطيتْ أم عن أبنائها، من بحار فضلة حتى تكوني في أعلى المقامات، في كنف سيد السادات، مع الصديقين والصالحين والراضين المرضيين، وتقر عيناك بالسعادة في الدنيا والبرزخ والآخرة.

وكل الأعوام واللحظات والحركات والسكنات وأنتِ بخير.