-A +A
خالد السليمان
تنفق السعودية المال لتأهيل أبنائها ليحملوها على أكتافهم نحو المستقبل، وبناء قوتها العسكرية التي تعزز قدراتها في الدفاع عن سيادتها، وتمكن دورها في حفظ أمنها الإقليمي، واجتذاب التقنيات التي تدعم مسيرتها التنموية وتحقق رفاهية شعبها، وتستثمر ثرواتها في خدمة مصالحها السياسية والتجارية والتنموية !

هذا ما تفعله كل دولة طموحة في العالم لتحقيق مصالحها، لذلك ما يقوم به الإعلام المحسوب على السلطة القطرية ومرتزقته من أُجراء دكاكين الشعارات، وذبابه الإلكتروني، وخلاياه سواء المتبرقعة أو المتعرية، من ترويج لفكرة احتلاب أمريكي للأموال السعودية ليس سوى رهان خاسر على مخاطبة جمهور منفصل عن واقعه تحركه عواطفه وترتهنه أهواؤه، وفي كل الأحوال لم تتأثر السعودية يوما طيلة عقود من الزمن بما لوثت به الأحبار السوداء صفحات الصحف الصفراء في المشرق والمهجر، حتى يؤثر بها إعلام مرتزقة السلطة القطرية بعد أن سقطت أقنعته، وتكشفت عوراته، وبات يمارس دورا موجها يفتقر لأدنى معايير الموضوعية والمهنية !


في الحقيقة السعودية توظف ثرواتها وتستثمر أموالها لتحقق حاضرا وتبني مستقبلا، وتحصن سورا، لكن ماذا عن الجار الصغير الذي جعلت منه سلطته ضرعا يحتلب بالمجان لتسديد فواتير الحكومات المارقة، والجماعات المتطرفة، والمنظمات الإرهابية ؟!

مليارات الدولارات احتلبت من سلطة قطر في دعم مشاريع الفوضى في العالم العربي، وأُهدرت ثروات الشعب القطري العزيز في مغامرات لا ناقة له فيها ولا جمل، في سورية والعراق وليبيا ولبنان واليمن، استغلت فيه رغبة سلطة تشعر بالدونية في لعب دور إقليمي متورم يفوق حجمها، حتى أصبحت أشبه بآلة صرافة مجانية لتجار الفوضى والدمار والإرهاب !

أموالنا تذهب لبناء قوتنا وتعزيز قدرتنا وتحصين سورنا وتحقيق مستقبلنا، لكن المشكلة في من تحتلب بقرتهم بالمجان، عليهم العلف، ولهم «التلف»، ولغيرهم اللبن !