-A +A
مي خالد
يوافق اليوم الأربعاء ٢١ مارس الاحتفال بيوم الأم، وكنت أنوي الكتابة عن أمهاتنا ونضالهن في الحياة وتضحياتهن في سبيل الأسرة وتربية الأطفال، وإن يوما واحدا في العام لتذكرهن هو أقل مما يستحقن.

لكن ابني الصغير الذي لم يبلغ شهره الثاني بعد، بكى فجأة. فوضعت يدي على صدره أربّت على قلقه وقلقي، فما كان منه إلا أن قبض بجميع يده الصغيرة على سبابتي التي أكتب بها، بهذه القبضة الواهية يشعر بالأمان، وأشعر أنا بالسعادة.


وهكذا ببساطة تغير اتجاه المقال من عظمة الأم إلى روعة الحياة مع طفل آمن لا يعاني كما يعاني الكثير من أطفال العالم من انعدام المياه النظيفة الصالحة للشرب أو ندرة المدارس وغلاء الكتب المدرسية التي يتوجب على أهله شراؤها، أو انعدام الغذاء والدواء في ظل انتشار الأوبئة والمجاعات، هذا غير الأطفال الذين يقضون تحت الأنقاض في الحروب السياسية المجانية.

ثم تذكرت نيلسون مانديلا حينما قال، بينما كان يصف فظاعات سجنه طوال كل تلك السنوات، إن أسوأ ما حصل له أنه لم يشاهد طفلا لو من بعيد.

الحياة مع طفل تجلب لأشد القلوب يأسا بعض الأمل، وأنا لدي أمل في جيل السعودية القادم، الأمل أن الجيل القادم جيل يقظ، جيل يهتم بالعمل والتغيير وليس منتمياً لثقافتنا التي تحفل بالنقد والسخرية ولا تقدم علاجا أو بدائل للأفكار، أغلبنا متورط في الترويج للإحباط العام والنقد الأعمى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما هم سيعيشون نمط حياة جديدا، يسمو بقيمة العمل وليس بقوة الكلمات.

سيتوقفون عن انتقاد الصحوة وعن الشكوى من الثقافة الشعبية «للناس العاديين» ومن تقصير الحكومة ومعاملاتها الطويلة، لأنهم سيقضون على الأخطاء وسيجدون وقتا لممارسة الفنون وصناعتها، نحن نعيش على مشارف ميلاد جيل سعودي رائع لدولة تضع قدمها في مكان الريادة العالمية، فيا أمهات السعودية ابتهجن في يومكن الاحتفالي، لأن أطفالك بأمان أولا وقبل كل شيء.