أظهر لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المكتب البيضاوي اليوم (الثلاثاء) في واشنطن، مدى العزم السعودي - الأمريكي والتطابق فيما بينهما في السعي لمكافحة الإرهاب، من خلال حديث ترمب للصحفيين الذي قال فيه: «نعمل مع السعودية بشكل جدي لوقف تمويل الإرهاب من أي جهة»، في إشارة إلى التنسيق بين الدولتين للسعي فيما بينهما لوقف الجهات الخارجية المارقة الداعية للإرهاب.
ثقة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في السعوديين كثيرا كخير حلفاء له في الحرب على الإرهاب الذي عانت منه الولايات المتحدة والسعودية والعديد من الدول الغربية في العالم؛ تظهر من خلال تصريحاته التي كثيرا ما يذكر مكافحة الإرهاب فيها كل ما مرّ بذكر السعودية، ولعل أبرزها حديثه في ولاية أوهايو عام 2017 الذي صرح فيه للصحفيين بأن ما يقوم به الملك سلمان سيؤدي إلى وقف تمويل الجماعات المتطرفة ونهايتها، إضافة إلى العديد من المحادثات الهاتفية التي أكد فيها الزعيمان السعودي والأمريكي على عزمهما الأكيد على كبح جماح الإرهاب.
ولم يكن للرئيس الأمريكي أن يولي السعوديين ثقته في العمل سوياً لمكافحة الإرهاب إلا بعد تأكده من العزم السعودي للوقوف بوجه «الغول المتطرف»، وسحقه من جذوره، منذ أول دعوة للتسامح أطلقها السعوديون من خلال مراكز المناصحة التي تشرف عليها وزارة الداخلية السعودية، مروراً بجهود المملكة العالمية للسعي لمكافحته وإحباط العديد من الهجمات الإرهابية في دول عدة بفضل المعلومات الاستخباراتية السعودية التي تقدمها للعديد من الدول في العالم.
ولم يقف الجهد السعودي في مكافحة الإرهاب على أعتاب المكافحة فحسب، بل تجاوز ذلك إلى تدشين المملكة مركز «اعتدال» الساعي إلى مكافحة التطرف واجتثاث جذوره، والذي دشن في مايو من العام الماضي بحضور الرئيس الأمريكي ترمب، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال القمة العربية - الإسلامية - الأمريكية في الرياض، التي كانت في أول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي ترمب عقب توليه الرئاسة الأمريكية.