-A +A
خالد السليمان
لم تمنع القنابل النووية الدول الكبرى من خوض صراعات نفوذها، لكنها حدت إلى قدر كبير من احتمالات نشوب الحروب المباشرة بينها، فلدى جميع الدول النووية قناعة تامة بأن أي حرب نووية ستكون مدمرة للجميع ولن يخرج أحد منها منتصرا !

والسعودية التي نادت دائما بعالم خال من الأسلحة النووية، ووقعت على معاهدة حظرها، تتبع دائما سياسة سلمية في إدارة خلافاتها مع الدول الأخرى، و لم يسجل التاريخ أن السعودية خاضت أي حرب إلا دفاعا عن حدودها، بينما تحلت بالصبر والحكمة في التعامل مع عبث بعض جيرانها ومحاولاتهم المس بأمنها وحدودها و سيادتها، ومارست سياسة التأديب مع إيران وقطر والحوثيين في حوادث مست أمن حجاجها مع إيران وحدودها مع الحوثيين وسيادتها مع القطريين !


لذلك عندما يصرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن السعودية لا تفكر بامتلاك الأسلحة النووية، ولكنها ستعمل على امتلاكها فور امتلاك إيران لها، فإنه لا يرسل تهديدا، بل تحذيرا بأن التساهل مع الطموحات النووية الإيرانية قد يغير شكل المنطقة والعالم، وأن مواجهة هذه الطموحات اليوم والتعامل معها أسهل بكثير من التعامل معها لاحقا !

السعودية لن تقبل أن تكون كوريا جنوبية أخرى في التعامل مع جار نووي معاد يقوده نظام بلا أخلاق، ولن تسمح لأحد آخر بأن يضمن أمنها، فقد برهنت أحداث التاريخ على أن الأمم التي لا تحمي نفسها تعيش على الهامش وتكون الضحية الأولى لأي صراع !.

رسالة السعودية واضحة، لا يوجد طموحات سعودية لامتلاك السلاح النووي، لكن إيران نووية تعني سعودية نووية، والخيار للمجتمع الدولي !.