-A +A
عابد هاشم
لم يشهد نادي الاتحاد، موسماً «كوارثياً»، كما شهده في الموسم الرياضي الماضي، فقد كان أشبه بموسم، «حصاد الكوارث»، لبعض ما تم اقترافه، من قبل بعض الإدارات السابقة والعابثة بأمانة المسؤولية. حيث تجرع النادي بشكل عام والفريق تحديداً، أقسى مرارات الضيم والتنكيل، بدءاً بحسم نقاط من رصيده، بعد أن كان ـ حينذاك ـ منافساً بقوة على صدارة الدوري، ولم يفق الفريق من صدمة تلك العقوبة إلا على عقوبة أخرى؛ أكثر إيلاما وضراراً، وهي حرمان الفريق من التسجيل لموسمين رياضيين، هذه العقوبة الكوارثية، لم تبقِ لدى أكثر المتفائلين من جماهير الاتحاد العاشقة من الآمال، سوى أن ينتهي الموسم الرياضي الماضي دون المزيد والأخطر من العقوبات.

•• إلا أنه برغم تلك العقوبات الصادمة والضارة، استطاع مدرب الفريق خوسيه سييرا أن يبُدد كل تبعات الأسى، والقهر، التي تجرعتها جماهير الاتحاد الوفية، طوال الموسم الماضي ويسعدهم بتحقيق بطولة كأس ولي العهد، وهي البطولة التي غابت عن خزائن النادي 13 عاماً، وإلى جانب هذه البطولة حقق الفريق المركز الرابع في الدوري!.


•• ذلك الإنجاز، كان يُعد ِإعجازاً، في ظل تلك التحديات الكوارثية، ومن المؤكد أن جماهير الاتحاد الوفية، لم ولن تنساه لهذا المدرب، كما لن تنسى له تميزه في اكتشاف وتهيئة عدد من المواهب الشابة، والإسراع في توظيفها بكل مهارة لدعم الفريق الأول، والتغلب على ظروف النقص والإصابة، ليخرج بتلك التوليفة المبهرة التي تمكنت من قهر الظروف وحصد تلك البطولة الهامة جداً.

•• صحيح أن المدرب سييرا في بداية الموسم الرياضي الحالي، كان لا يقل سعادة عن جماهير الاتحاد، في الإبقاء على نفس عناصر الفريق، ليواصل قهر عقوبة الحرمان من التسجيل ويكرر شيئاً من إعجاز وإنجاز الموسم الماضي.

•• إلا أن ما هو صحيح ومؤسف أيضاً، أن جُل عناصر الفريق بشكل عام، والمحترفين غير السعوديين استثاء النجم فيلانويفا، لم يبقَ فيهم مما كانوا عليه في الموسم الماضي سوى أسمائهم، جراء استغلال سافر ومشين لعقوبة منع الفريق من التسجيل، وكم ظل المدرب سييرا، يشير لهذا التخاذل المقيت تلميحاً عن هذه المعاناة من خلال تصريحه مراراً بافتقاره للعناصر الكفيلة بتحقيق ما يتمناه. مع أنه لم يضطر لمثل هذا التصريح في الموسم الماضي، عندما كان التفاني والإخلاص والروح والتضحية، تلازم عطاء هؤلاء اللاعبين طوال الموسم الماضي، وهو ما أكسبهم حب وإعجاب الجماهير والمراهنة عليهم في الموسم الحالي، قبل أن يخيبوا ظن الجميع بذلك الضمور والتخاذل والأساليب الممجوجة.

•• وإذا أردت المزيد من الشواهد على تحول نجوم الموسم الماضي إلى«دُمى»، ما عليك الا مشاهدة الدقيقة 36 وثانيتين، من الشوط الأول من مباراة الاتحاد والنصر الأخيرة في الجولة 24، وتمعن في اللاعب محمود كهربا، في دكة الاحتياط، وهو غارق في التثاؤب، وعندما اضطر المدرب للاستعانة به واصل نومه واقفاً !.

•• ولذلك أنصح جماهير الاتحاد الوفية، أن لا تعول على «أشلاء العميد» الظفر بآخر البطولات المتبقية أمامه، كأس الملك المفدى، لأن فاقد الشيء لا يعطيه!.

•• وبرغم كل ما سبق من تضحيات ومكابدة المدرب، لم تجد إدارة النادي في المنعطف الأخير والهام من الموسم الحالي، في حديثها عن مستجدات مستقبل الاتحاد، إلا التلويح المستفز بحق هذا المدرب الذي لولاه بعد الله لذهب الفريق إلى الهاوية، والله من وراء القصد.