عبدالمعين الأغا
عبدالمعين الأغا
-A +A
عبدالمعين الأغا - أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري aagha@kau.edu.sa
خلال العقدين الماضيين، انتشرت السمنة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المجتمع السعودي، ما أدى إلى زيادة ظهور السكر من النمط الثاني، رغم أنه لم يكن معروفاً في العقود السابقة، إلاّ في البالغين وكبار السن، ويقدر حدوث الحالات الجديدة من النمط الثاني لدى شرائح الأطفال 3000 حالة جديدة سنوياً، وهذا العدد يعتبر كبيراً ومخيفاً، ويرجع السبب الأساسي بسبب انتشار السمنة.

هنالك العديد من الأسباب المؤدية للسمنة بين الأطفال والبالغين، منها العوامل الجينية والبيئية التي تشمل أساليب ونمط الحياة غير الصحية مثل تناول الوجبات الغذائية غير الصحية (الوجبات السريعة والمشروبات الغازية)، عدم ممارسة الرياضة دورياً، الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى قلة الحركة لدى شرائح المجتمع المختلفة، وبالتالي ظهرت السمنة وما يترتب عليها من مضاعفات مثل السكر من النمط الثاني، الضغط، زيادة الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم، زيادة محيط البطن والأرداف، تشحم الكبد وغيرها من المضاعفات الخطيرة على صحة الإنسان لا سيما الأطفال والشباب والمراهقين.


وبدورنا نسعى بكل الطرق من خلال الحملات التوعوية التي ينظمها قسم الأطفال بطب جامعة المؤسس في جميع مناطق المملكة، وأهم التوصيات التي ننصح بها في نهاية هذه الحملات هي:

1- العودة إلى النصائح النبوية في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن لا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» رواه أحمد والترمذي.

2- تغيير نمط الحياة لدى المجتمع السعودي، بحث أفراد المجتمع بالحركة الرياضية بمعدل ساعة يومياً (3-5 أيام أسبوعيا) في الأماكن العامة المفتوحة والمماشي وأن تكون الحركة الرياضية جماعية (أفراد الأسرة يخرجون لأداء مسيرة المشي بمن فيهم الوالدان مما يعزز ويغرس حب الرياضة لدى رعيتهم، تجنب أكل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، وتناول الأطعمة المفيدة، تقنين الوقت المسموح به للجلوس أمام شاشات الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لأقل فترة زمنية يومياً، التنبيه على المقاصف المدرسية بعدم بيع المعجنات والوجبات غير الصحية، فالمقاصف تلعب دوراً في صحة الطفل والشاب، ولا بد من وقفة إيجابية من وزارة التعليم تجاه مخاطر تواجد هذه الوجبات غير الصحية لدى نسبة كبيرة من المدارس الحكومية، زيادة وعي المجتمع بما يخص الآثار المترتبة على السمنة لدى وسائل الإعلام المختلفة وزيادة برامج التوعية الخاصة بذلك.