-A +A
«عكاظ» (أبها)
يستمد الإعلام السعودي قوته لأداء مهماته على الوجه الأكمل من دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يؤمن بأهمية الحوار والنقاش، ومبدأه دائما حول ما ينشر من نقد «أنه إذا كان صادقاً استفدنا منه في تعديل الأخطاء، وإن كان غير صحيح وضحنا الحقيقة».

وأمام هذه السياسة يسعى الإعلام السعودي للاضطلاع بمسؤولياته تجاه الوطن والمواطن، وإبراز جوانب التنمية التي كلفت الدولة مئات المليارات، وفي المقابل أن يكون صوت المواطن، ونقل همومه وتطلعاته للمسؤولين، وهي مهمة تحتاج إلى تفاعل المسؤولين دون استثناء، ليكونوا صدى لملك يعلن في كل مرة ضرورة الاهتمام بأمور المواطنين، وفتح الصدور قبل المكاتب للاستماع وتلبية الاحتياجات.


ورغم السياسة الواضحة إلا أن هناك من لا يزالون يغردون خارج سرب المنهجية الإعلامية، إما جهلا أو فشلا في الانخراط فيها، أو تعسفا ومزاجية، وفي كل الحالات، يؤثر ذلك على إبراز المنجزات، ويعيق وصول صوت المواطن إلى المسؤول عن مظلمته أو مطالبه، ما يستوجب مغادرة أمثال هؤلاء مواقعهم، باعتبارهم غير قادرين على التأقلم مع السياسة الإعلامية للوطن التي تعتمد المنهجية لا المزاجية، والتي يرى البعض أنها قد تحقق حالة من الرضا لدى بعض المسؤولين.ولأن عسير حظيت كغيرها من مناطق المملكة بدعم القيادة، ونفذت فيها المشاريع بمئات المليارات، وأخرى لا تزال تحت التنفيذ، ولأن للمواطن في عسير مطالب ملحة، يحدوه الأمل أن يتصدى لها الإعلام، ويوصلها للمسؤولين ليجيبوا عليها، إلا أن الإعلام في عسير لا يزال بعيدا عن منهجية الإعلام، في ظل فجوة كبيرة مع بعض المسؤولين المعنيين بخدمة المواطن. وإذا كانت بعض الجهات توجه الدعوات للصحفيين لتغطية المناسبات، ومن ثم تملي تعليماتها من قِبَل بعض المعنيين؛ بأن لا يسألوا، وألا يكتبوا الخبر، وأن يلتزموا بنص المادة المرسلة إليهم، فما الهدف من توجيه الدعوة لهم، ثم إذا كانت لدى الصحفيين أسئلة تعنى بهموم المواطن وتطلعاته، ويرغبون في توجيهها لراعي المناسبة أياً كان موقعه، فلماذا يحرمون من هذا الحق؟ وإذا كانت التعليمات بأن لا توجه أسئلة، فمن سيجيب على كل ما يتعلق بأهالي وسكان المنطقة؟ ومن وجه بهذه التعليمات؟ وما الهدف منها؟ وهل هي محقة، أم أنها تضع عسير وتنميتها، وهموم مواطنيها في دائرة «المزاجية» لمسؤول تناسى أنه يغرّد خارج سرب المنهجية الإعلامية؟.

ليس من مصلحة التنمية في عسير تغييب صوت المواطن عن المسؤول، لأن العلاقة ستتأثر بغياب الحقيقة، ما يسمح للشائعات بأن تنتشر على صفحات التواصل، وفي المجالس، ما يستوجب مراجعة وضع الإعلام بالمنطقة، وإيكال المهمة لمن يدركون أهميته ويقدرون دوره، بعيدا عن «المزاجية» و«الترزز».