-A +A
عبدالله عمر خياط
.. طالعت عكاظ الأحد الماضي 16/‏‏6/‏‏1439هـ العدد رقم 18817 وإذا فيها من بين صفحاتها الـ28 صفحة بعنوان «ذاكرة عكاظ» ورقم العدد 30 بتاريخ 6 رجب 1380هـ أي قبل 59 سنة و19 يوماً، وإذا فيها قصة جميلة منقولة عن كتاب «كليلة ودمنة» لكنها بعد أن تمضي شوطاً تأخذ فيه بأنفاس القارئ والقارئة إذا بالكلام قد زاد عن المساحة المخصصة للقصة ويطالع القارئ والقارئة سطراً يقول البقية على صفحة 6، يعني «خرجنا من المولد بلا حمص» كما في المثل.

فمن أين لنا أن نأتي بصفحة 6 وهي غير متوفرة في الأسواق ولا في النت ولا على الفيس بوك ولا في جوجل - الشيخ العولمي المعروف -!


إن الصفحة هذه من «ذاكرة عكاظ» شهية فعلاً، وتزدهي هذه الصفحة بعنوان بخط بشري يدوي، يقول بألفات ولامات طويلة «وزارة الملك، وزارة الشعب» وتحت هذا المانشيت توقيع صغير جداً هو «شوربجي» ولا شك أنه مصري الجنسية، علماً بأن الكاتب ليوميات المقال الرئيسي هو رفيق فاخوري، الأديب السوري.

ثم نأتي إلى مربط الفرس أو بيت القصيد، حيث أوردت «عكاظ» الخبر التالي:

انتخاب المجلس البلدي بمكة

بناء على ما تلقته أمانة العاصمة من سمو وزير الداخلية برقم 8708 في 28/‏‏6/‏‏1380هـ فانها تعلن أنه قد تحدد يوم الاثنين الموافق 8/‏‏7/‏‏1380هـ بعد صلاة المغرب مباشرة موعداً لإجراء الانتخاب النهائي لاختيار أعضاء المجلس البلدي بمكة وذلك بمقر وزارة الداخلية بجرول، وعلى كل شخص من العشرة الموضحة أسماؤهم أدناه والمنتخبين عن كل محلة مراجعة لجنة الانتخاب بوزارة الداخلية بالبطاقة المسلمة له من قبل الأمانة والتي تخول له حق الانتخاب النهائي وذلك في الموعد المحدد بعاليه وعدم التخلف، ولإعلام الجميع بذلك صار نشره.

والمحلات هي أساس مكة القديمة منذ عهد العثمانيين، وتحت كل محلة أسماء الأعيان المنتخبين، عشرة رجال عن كل محلة.

وهي محلة الباب، محلة السليمانية، محلة الشبيكة، محلة القرارة، محلة المسفلة، محلة المعابدة، محلة الهنداوية، محلة جرول، محلة حي النزهة، محلة اجياد، محلة القشاشية، محلة الزاهر، محلة الزهراء، محلة العتيبية، محلة شعب عامر، محلة النقا، محلة سوق الليل، محلة الطندباوي، محلة الشامية.

ويتبين لنا من هذا الخبر أن مكة المكرمة كانت أربعة أضعاف جدة في ذلك الحين التي بدأت تتوسع زيادة على حاراتها الأربع المعروفة وهي: حارة الشام، حارة المظلوم، حارة اليمن، حارة البحر. وبهذا ندرك التوسع العمراني الكبير لمحافظة جدة التي أصبح عدد أحيائها ما يزيد على 50 حياً، ويقدر عدد سكانها بما يزيد على الأربعة ملايين نسمة.

السطر الأخير:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بوادٍ وحولي اِذخر وجليلُ