-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
في إطار حملات الكراهية الموجهة للمسلمين من بعض المتطرفين في الغرب، تحقق شرطة مكافحة الإرهاب في بعض الدول الأوروبية في رسائل إلكترونية وخطية غير معلومة المصدر، تحمل عنوان: «يوم عقاب المسلمين»، تم إرسالها إلى المسلمين في عديد من الدول، وتحرص هذه الرسائل على إلحاق الأذى والنيل من المسلمين في الثالث من أبريل القادم، انتقاما مما سموه بـ«غزو المسلمين لأوروبا». والغريب أن هذه الرسائل قد وضعت نقاطا يحصل عليها الفرد حسب ما يقوم به ضد المسلمين، فالاعتداء باللفظ له عشر نقاط، ونزع الحجاب عن المرأة المسلمة له خمس وعشرون نقطة إلى ألف نقطة لمن يحرق مسجدا.

نعم، أدان بعض نواب مجلس العموم البريطاني هذه الرسائل، كما تقوم الشرطة البريطانية بالتحقيق، لكن دلالاتها خطيرة، خاصة أنه ليست هناك جهة بعينها قد أعلنت مسؤوليتها عن هذه الرسائل فيمكن حصرها ومعرفة قوتها، الأمر الذي يوحي بأنها سلوك متطرف وخطير.


وجدير بالذكر أن الإسلام في أوروبا يشكل الديانة الثانية فيها بعد المسيحية، وأن عدد المسلمين يمثل نسبة غير قليلة مقارنة بعدد السكان، وينتشر المسلمون في كافة أنحاء أوروبا، ومنهم رجال أعمال بارزون وتجار وعلماء وطلاب، ويسهمون بشكل كبير في نهضة أوروبا وازدهارها، ناهيك عن الاستثمارات التي تنعش الاقتصاد الأوروبي برؤوس أموال إسلامية، ولعل هذا هو ما دفع الجهات المعنية للاهتمام بشأن هذه الرسائل، خوفا على مصالح بلادهم.

إرهاب غربي، إذا تم على أرض الواقع، قد يدفع البعض من مسلمي العالم للرد عليه بإرهاب مماثل، ويهلل العالم بعدها مستنكرا ومدينا للمسلمين، ونسوا أن بعض متطرفي الغرب هم الذين يصنعون الإرهاب.

تخيلوا معي لو أن جماعة في بلد إسلامي قد أرسلت هذه الرسائل لغربيين مقيمين فيه، فما هو رد الفعل الغربي حينئذ؟!.

إساءة للإسلام وللمسلمين، وفضائيات تهاجم، وصحف تكذب وتفتري وتقلب الحقائق. هذا هو رد الفعل المنتظر لو ظهرت مجموعة منحرفة تسيء إلى الغربيين في بلاد المسلمين.

مطلوب من مسلمي أوروبا الحذر، واتخاذ كافة الوسائل الشرعية لحماية أنفسهم، ومطلوب من العالم الإسلامي -كذلك- استغلال تلك الواقعة لكشف حقيقة الإرهاب العالمي وأنه بلا دين.

وتبقى الحقيقة التي لا مراء فيها، وهي أن الإرهاب لا دين له ولا وطن.

فاللهم نجنا من كيد الكائدين.