-A +A
عبده خال
عندما أقدمت الهيئة العامة للرياضة بمساندة الأندية الرياضية كان الهدف انتشال كيان رياضي من الانهيار ريثما تستطيع تلك الأندية من مواجهة ظروفها المادية المنهارة.. تلك الفعلة جاءت خشية من سقوط كيان له تاريخ يمثل وجودا تعلقت به قلوب جماهير غفيرة، ومساندة أي كيان لعبور أزمته الاقتصادية يحدث في الرياضة وفي التجارة والصناعة وفي الثقافة والإعلام، ولأن كل دولة حريصة على بقاء صروحها شامخة لإعطاء سمعة جيدة عن تناغم أجهزة ومؤسسات الدولة وتنامي قواها المختلفة..

وقبل فترة قصيرة أثير موضوع دعم الصحف الورقية لكي تواصل تأدية دورها الوطني والإعلامي والثقافي..


وإذا كانت هيئة الرياضة مدت يدها للأندية لموسم واحد، فالواجب أن تمتد الأيادي لمساعدة الصحف الورقية لمواجهة التحديات الجديدة ريثما ترتب كل صحيفة أولوياتها...

ربما يقول قائل إن في هذا القول مراهقة عاطفية لا يقبل بها سوق العمل، إذ إن على كل سلعة شق المقدرة على مواصلة الإنتاج أو التوقف، وهذا قول صائب إلا أن ثمة كيانات لا يجب أن تسقط دفعة واحدة، فالمساعدة الوقتية تعني أن تلك المؤسسة أو الجريدة تحت خطر التوقف إن لم تجد طريقا يمكنها من المواصلة.. وهذا ما تريده الصحف الورقية قليلا من الوقت والتدبر للكيفية التي تمكنها من المواصلة من غير الحاجة لـ(عكاز).. فهل يمكن أن تلتفت وزارة الثقافة والإعلام لهذا الدور أم تترك القاعدة الاقتصادية (العرض والطلب) تعمل (عمايلها)؟

في أوقات كثيرة تتدخل الدول لإبطال مفعول قاعدة (العرض والطلب) حماية لمنجز تاريخي أو يمثل قوة من القوى التي تدعم الدولة والمجتمع معا.

وإذا كنا نتحدث عن اقتصاديات الثقافة فيمكن للصحف أن تتشارك مع أي جهة في الدولة أو جهة خاصة لخلق موارد دخل تمكن تلك الكيانات من المواصلة.. الأهم أن تؤخذ القضية بجدية بدلا من مقولة أن عجلة الزمن عبرت الورق..!.