-A +A
عبده خال
المنشور المناهض لهيئة الترفيه الذي عثر عليه بجامعة الملك سعود كان بإمكان موزعه (عثر على نسخة وحيدة) أن تكون لديه الشجاعة الأدبية ويعلن عدم رضاه عن برامج الهيئة بصورة علانية من خلال وسائل الإعلام (ويا كثرها) أفضل من ممارسة عمل يجرمه القانون، فالإعلان الصريح يمنح الفرد فرصة إظهار رأيه والدفاع عنه في وسط اجتماعي قابل للحوار والمناقشة بدلا من استخدام وسائل للتخفي، والنقاش وسط المجاميع يمنح الرأي القوة أو الضعف من خلال طريقة العرض، فإذا كان المنشور يستخدم أسلوب القمع والحجر على حريات الآخرين فلن يكون له صدى بين الناس وإن سلك الرافض أو المناهض البرهنة على صواب ما يراه مضرا بالمجتمع فسوف يجد في الحوار حججا تدفع حجته وتسقطها ببراهين وأدلة داحضة، وبالتالي تنجلي غمة الحجج بعضها من بعض.

ولأن الناس أفاقوا على تغيرات اجتماعية متلاحقة مثلت لهم صدمة لأن ما ألفوه لم يكن ضمن مداركهم كون التحريم كان شاملا لكل أنواع الترفيه مما جعل صدور الكثيرين تغلي بأننا نسير في اتجاه نزول العقوبة وهو الأمر الذي أصبح مادة بعض أصحاب المنابر وإن لمح لذلك.. ربما أجد أنها فرصة لفتح ملفات تحريم الفنون التي ظلت لشهور قريبة من المحرمات التي لا يرضى بها أحد، ولأن المشكلة كانت فقهية لم تظهر الاختلافات الفقهية حول كثير من المناشط الترفيهية التي يمارسها الناس رغم التحريم كون الممارسين لهذا التحريم يملكون معرفة في تعددية الحكم الفقهي.


وإذا تم فتح الباب للنقاش من خلال وسائل الإعلام الحكومية والخاصة ومواقع التواصل فسوف تفتح مغاليق عقول المعارضين لكل فعل ارتضاه المجتمع.

وعلى المناهضين لهيئة الترفيه سلوك الطريق الذي يسلكه الكتاب لمعارضة طرق وعمل الهيئة، إذ إن عمل أي جهاز تعتريه السلبيات، ومنها يكون النقاش لتحسين وتجويد عمل هذا الجهاز أو ذاك، أما رفض وجود الهيئة فهو الاعتداء الصارخ على حريات الآخرين وهو الأمر المرفوض تماما من أي عقل سليم.

الحوار دائما هو المنفذ الشرعي لتنمية المجتمع، أما الرفض من أجل الرفض فهو عمل من يحمل السلم بالعرض أو من يضع العربة أمام الحصان، لتكن معارضتنا مبنية على دفع المجتمع لأن يكون مجتمعا صحيا ليس في زواياه أو تحت السجادة أتربة تخنق أي رئة قادرة على استنشاق الهواء النقي.

Abdookhal2@yahoo.com